السيد سعيد الصافي : نظرة الإمام الكاظم (ع) وبصماته كانت واضحة على قصيدة (هذا الغريب منين)
منتظر الحسيني
منتظر الحسيني
حاوره: منتظر الحسيني
شاعر كبير، كتب أروع الكلمات التي جسّدت مصائب أهل البيت (ع) من خلال قصائده المنبرية، ذات المعاني العميقة التي تنمّ عن وعيه الكبير بالقضية الحسينية، واطلاعه الواسع على فكر وثقافة العترة الطاهرة (ع). امتاز بأسلوب شعري خاص، وارتفع بالقصيدة المنبرية إلى أعلى المراتب، من خلال لغته الجميلة، وصوره الشعرية الرائعة، فانتشرت قصائده عبر العالم، وأصبحت جزءاً من التراث الثقافي للتشيع، هو شاعر أهل البيت (ع):
حاوره: منتظر الحسيني
صدى الروضتين: ما طبيعة البيئة التي خرج منها السيد سعيد الصافي، ومدى تأثيرها على شعره؟
مسقط رأسي هو مدينة الرميثة التي استطاعت أن تسجل اسمها في تاريخ البطولة والشجاعة، وظهرت فيها رموز وشخصيات وشعراء وعلماء وأدباء وقراء، ومن بينهم الشيخ عبد الحميد المهاجر، والشيخ ياسين الرميثي، وآية الله الشيخ عباس الرميثي، وغيرهم الكثير... كما أن لهذه المدينة دوراً كبيراً في الخدمة الحسينية بمواكبها ومسيراتها الشعائرية، وقد ترعرعت وتربيت في هكذا وسط حسيني محب وعاشق لأهل البيت، غذائه اليومي هو الشعر عن الحسين (ع) وكربلاء المقدسة.
صدى الروضتين: هل كان للرميثة تأثير على مفرداتكم الشعرية؟
مدينة الرميثة تشتهر بلهجة الحسكة، والتي تسمى اليوم (بالحسجة)، فهي من مدن الفرات الأوسط، وغالبية لهجات أهلها تحمل المفردات العامية القديمة، ولكننا اليوم وفي خضم هذا التطور التكنولوجي، أصبح لزاماً علينا أن نغير بعض المفردات؛ لأن الشباب لا يستوعبون جيداً اللهجة العامية القديمة، فإذا قرأت للشاب شعر عبود غفلة، او الفتلاوي، يجد مفردات غريبة لا يفهمها، ولذلك حاولنا أن نعطي حداثة للمفردة في الشعر الشعبي، حتى يتفهمها الشباب ويستوعب معانيها.
صدى الروضتين: أنتم أقرب إلى قصيدة المنصة أم القصيدة المنبرية؟
المعروف عني أنني شاعر منبر حسيني، ولكنني أكتب قصائد المنصة أيضاً، فكل قصيدة لها دورها الخاص، حيث إن المنصة تخدم جوانب وقضايا معينة تختلف في طرحها عن المنبر، وأنا أقرب إلى القصائد المنبرية الحسينية.
صدى الروضتين: بعض الناس يتهم الشعراء بالاهتمام بقصيدة المنصة من ناحية الصور والمعاني العميقة بشكل أكبر من القصيدة المنبرية؟
هذا الأمر غير صحيح، ولكنه قد ينطبق على شعراء المنصة الذين لا يتمكنون من كتابة القصائد المنبرية، فحسب رأيي لا يمكن لقصيدة المنصة أن ترتقي الى قصيدة المنبر من ناحية الأهمية، فالقصيدة المنبرية لها مواضيعها الخاصة بها، كالتي تجسد بعمق مصيبة الإمام الحسين (ع) والتي تحمل صوراً ومعانٍ عميقة جداً، ومفردات جميلة وعالية... فنحن نحترم شعر المنصة، وله دور كبير، ولكنه لا يرتقي لقصيدة المنبر إطلاقاً.
صدى الروضتين: ما هي أكثر القصائد التي كتبتها أهمية وتأثيراً بالنسبة إليكم؟
قصائدي كلها وصلت الى الناس بحمد الله تعالى، ولكن القصيدة التي بقيت في قمة ما كتبته هي قصيدة (هذا الغريب منين) التي قرأها الرادود الكبير الحاج باسم الكربلائي في ذكرى استشهاد الإمام موسى بن جعفر (ع)، حيث أصبحت نشيداً خالداً يردده الشيعه بذكرى استشهاده في كل عام؛ وذلك لأن نظرة الإمام الكاظم (ع) وبصماته كان واضحة على هذه القصيدة، وهنالك أيضاً قصيدة (نذرت لحب أبو اليمه حياتي)، وقصيدة (أشوفك كل فجر يا حسين قرآني) لأم البنين (ع)، ومئات من القصائد التي قرأها الملا باسم.
صدى الروضتين: بماذا تختلف تجربتك مع الملا باسم عن باقي الرواديد الذين كتبت لهم؟
لقد كتبت للعشرات من الرواديد، ولكن الملا باسم الكربلائي لديه سرّ خاص أدى إلى نجاحه، فهو يتعامل مع القصيدة التي يؤديها تعامل رسول يحمل رسالة، ويريد أن يبلغها الى الناس، وحينما يأتي الى المجلس لا يهتم إذا كان هنالك حضور كبير أو قليل، فيرتقي المنبر ويؤدي رسالته وتكليفه الشرعي بنفس الحماس والأداء. كما أنه يتفاعل مع كلّ قصيدة يقرأها بشكل كبير، بالإضافة الى اختياره الدقيق للنصوص الشعرية، فقضية المنبر الحسيني هي الشغل الشاغل للملا باسم الكربلائي، وتأخذ كل وقته الذي سخره بالكامل من أجلها.
صدى الروضتين: رأيكم بجيل الشباب من الشعراء الحسينيين؟
نجد اليوم أن الكثير من الشعراء الشباب يبدعون على المنصة بالتصوير والخيال الجميل، ولكن في القصيدة المنبرية لم نلاحظ إلى الآن تميزاً واضحاً وكبيراً من قبل شبابنا، والكثير منهم يعترف لي ويقول: بأن الابداع في المنبر يكون أصعب من المنصة بالنسبة لنا.
صدى الروضتين: ما هي القواعد العامة التي يجب أن يلتزم بها الشاب لكتابة القصيدة المنبرية؟
الشعر الحسيني المنبري له قانونه ومدرسته الخاصة التي يجب الالتزام بها، فليست كل مفردة نلقيها على المنصة بالإمكان إلقاؤها على المنبر، فمفردة المنبر مهذبة. كما أن طرح المواضيع أيضاً يجب أن يكون نابعاً من عقيدة وثقافة أهل البيت (ع)، فالشاعر المنبري عليه أن يملك خلفية ثقافية ودينية واسعة، واطلاع كبير على أحاديث وروايات أهل البيت (ع)، حتى يتمكن من كتابة القصيدة المنبرية.
صدى الروضتين: هل تكتبون قصيدة الگعدة، وما رأيكم بها؟
نعم، كتبت المئات من قصائد (الگعدة)، وهذا اللون ضروري، ويمثل مدرسة بحد ذاته، فمن الممكن أن تدخل فيه الكثير من المواضيع والقضايا التي تخدم الناس، والتي يصعب طرحها في قصيدة اللطم، لذا فقصيدة (الگعدة) مهمة جداً، ويجب أن يعاد إحياؤها من جديد.
مانشيت: قضية المنبر الحسيني هي الشغل الشاغل للملا باسم الكربلائي، وتأخذ كل وقته الذي سخره بالكامل من أجلها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat