عظيمةٌ هي مظلومية السبط الأكبر إمامنا الحسن الزكي (ع)، وخاصة خلال فترة توليه الإمامة، وما عاناه من أعدائه فضلاً عمّن كانوا حوله، حتى وصل الأمر إلى خيانة زوجته جعدة بنت الأشعث (لعنها الله) بدسِّها السمَّ إليه، إلا أن مظلوميته (ع) لم تقف عند هذا الحد، بل استمرت إلى مراسيم تشييعه ودفنه والتي أصبحت بحدِّ ذاتها فاجعة ومصيبة لم يشهد لها تاريخ الإنسانية مثيلاً.
حيث عاد أصحاب الجمل ثانية، ووجهوا أسلحتهم هذه المرة نحو أبي عبد الله الحسين (ع) خلال قيامه بمراسيم دفن أخيه الحسن المجتبى (ع)، فبعد أن غسله الإمام وكفنه، اتجه لتشييعه نحو قبر جدّه الرسول الأعظم (ص)، فحدثت جريمة كبرى من خلال الهجوم الذي شُنّ على جنازة الحسن، ومنعها من زيارة قبر النبي الخاتم (ص) حتى وصل بهم الأمر الى رشق الجنازة بالسهام، فقطرت دماً، في فاجعة كبيرة تعتصر لها قلوب محبي أهل البيت (ع) وهم يرَون جنازة السبط الأكبر لنبيهم مزروعة بالنبال.
ولكن مع كل هذا الظلم والقسوة تبقى واقعة تشييع الامام المجتبى (ع) مجرد مصيبة واحدة من مصائب هذا الإمام، فكيف هو الحال مع ظلاماته الأُخَر؟ وكيف هو الحال مع باقي مصائب العترة الطاهرة التي لا تعد ولا تحصى؟ وهذا ما عبّر عنه امام زماننا (عج) في الزيارة المنقولة عنه قائلاً: (يا مَواليّ فلَو عاينَكُم المُصطَفى وسِهامُ الأُمةِ مُغرقَة في أَكبادِكُم، ورِماحُهُم مُشرعَة في نُحورِكُم، وَسُيوفُهم مولِغَة في دِمائِكم، وأَنتُم بَينَ صَريعٍ في المِحراب قَد فَلَقَ السيفُ هامَتَه (وشَهيد فَوقَ الجَنازَة قَد اشتبَكَت بالسهامِ أَكفانُه)...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat