تدخين متطرف.. تدخين شرعي!
د . منهال جاسم السريح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . منهال جاسم السريح

أثناء الحملة التي نظمتها العديد من المنظمات الصحية والبيئية ووسائل الاعلام المختلفة، وبعض الجهات الحكومية على التدخين ومضاره، والدعوة للإقلاع عنه، وما تبع ذلك من مناقشات أدت إلى إقلاع بعض الناس عن التدخين، واستمرار بعضهم الآخر وتمسكهم بحجج مختلفة، أغربها وربما أكثرها منطقية هي عناد أحد الزملاء على الاستمرار في (نهجه)، وربط نفسه بعهد اتخذه وهو أنه في اللحظة التي يسمع فيها بقرار منع الرهان في (سباق الخيل) سيكفّ عن التدخين نهائياً، وسيشتري (20) علبة سيكاير ويحرقها على أبواب ساحة (السباق) احتفالاً بهذه المناسبة المنتظرة...!
وأثناء هذه الحملة التي أرجو أن تكون قد أثمرت، قرأتُ هامشاً في إحدى الصحف المصرية عن مضار التدخين ونصائح الأطباء بتركه ضمن مقدمة معقولة وتفصيلية حول الموضوع، وقد فرحت بها واعتبرتها صوتاً آخر يضاف إلى صوت الطب في هذا المجال... ولكن يبدو أنني كنت مخطئاً في غبطتي تلك، إذ أن بقية الهامش كانت تؤكد على استحالة ترك التدخين..!، وقد برر الكاتب كلامه هذا بأن الإصرار على التدخين هو عملية تحدٍّ للموت بشكل بطولي.. ولم يكتفِ بهذا، بل ذهب إلى أنّ الإنسان مجبر بأن يدخن، بدليله بأن الخالق (جل وعلا) خلق التبغ والورق ولا فائدة من العناد مع القدر..! وختم دعوته هذه بطلب الكف عن محاولة الاقلاع عن التدخين؛ لأنها (قدر مكتوب)...!
هذا وقد وجدت نفسي أمام دعوتين للتدخين، فالدعوة الأولى للاستمرار بالتدخين ارتبطت بمنع المراهنات على الخيل، وقد أسميتها (تدخين على الطريقة المتطرفة)، والدعوة الثانية تدعو للاستمرار بالتدخين باعتبارها بطولة و(قدر رباني)، أسميتها (دعوة للتدخين على الطريقة الشرعية)، وهذان المصطلحان - كما ترَون - غريبان عن أي قاموس.
وهنا أقول لكاتب المقال: على الرَّغم من أنه لا يوجد في النصّ دليل على تحريم التدخين بوجه عام، ولكن القواعد تبيّن بأن كلّ ما كان سامّاً فهو حرام لمكان الضرر، والمعتد به عند العقلاء أن التدخين الشديد بكل أنواعه مضرّ للجسم، وعليه فأن الحرمة مرتبطة بالضرر، لذا أرجو من ذوي الاختصاص إعطاء رأيهم في هذه المسألة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat