اغتيال كوكب الأرض
د . منهال جاسم السريح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . منهال جاسم السريح

في أواخر القرن الثامن عشر نشر العالم البريطاني (روبرت مالتوس) كتابة المشهور (مبدأ تكاثر السكان) الذي تكهن فيه بأن تزايد البشر سيفوق يوما ما مقدرة كوكب الأرض على أطعامهم.. وها نحن نعيش نبوءة هذا العالم، بعد أن تجلت معالم هذه النبوءة كحقيقة واقعة لامفر منها؛ ففي عام 1800م كان عدد سكان الكرة الأرضية لا يتجاوز المليار الواحد، وفي غضون مائة وثلاثين سنة أي1930م تضاعف العدد الى المليارين..! ثم تضاعف الرقم مرة اخرى الى أربعة مليارات في عام 1975م أي بعد مرور 45 سنة فقط!. واليوم يقارب مقدار سكان العالم 6 مليارات من البشر هذا إذا لم يزيد عنها، ومن المتوقع أن يتضاعف العدد خلال العقود الأربعة القادمة ليصل الى 9 مليارات تقريبا بحلول عام 2050م.
ومما يزيد من حدة قلق الخبراء والمختصين أن هذا التزايد غير موزع بصورة متوازنة بين قارات الأرض فهو يتنامى بقوة وتسارع في البقاع الأكثر حرماناً والدول الأدنى دخلاً.. إلا ان التزايد السكاني بهذا النمط المخيف وشحة المصادر الطبيعية أمام هذه الاعداد الهائلة من البشر لا يحكيان القصة كاملة عما ينتظر كوكبنا من ويلات وثبور، فمع هذا التضخم السكاني ازدادت نسبة تلوث البيئة سواء في البر أو البحر أو الجو.
إن فضلات ونفايات المصانع والمعامل والمفاعلات النووية وما تنفثه هذه المصانع من دخان وغازات سامة الى الجو، جميعها تضر بصحة البشر وتسبب له العديد من الأمراض لاسيما الجلدية والتنفسية، الى حد ارتفعت فيه نسبة الأمراض التنفسية لدى الجيل الحالي في كل بقاع العالم.
وفي هذا السياق لابد من التنويه بأن الولايات المتحدة تنتج لوحدها ما يعادل 25% من الغازات المسببة للتلوث البيئي، وتساهم الدول الصناعية الغربية الأخرى في انتاج اكثر من 40% من تلك الغازات بينما يتحمل بقية العالم مسؤولية انتاج ما يقارب 35% من تلك الغازات.
لايزال هنالك خلاف بين العلماء والمتخصصين حول الأبعاد الحقيقية والواقعية لمشكلة ثقب الاوزون، وذلك بسبب تغير مقدار الثقب حسب تباين احجام الغازات المنبعثة في الجو، بالرغم من أن بعض صور الأقمار الصناعية وبعض القياسات الأرضية لعام 1987 تفيد بأن مستويات الأوزون عالمياً قد قل بمقدار 4-5% خلال ست الى ثمان سنوات.
تتفاوت التوقعات عن الانحلال العالمي لطبقة الاوزون مع حلول عام 2065 بأنه سوف يتفاوت من 2 الى 10% ولكن حتى مع الافتراض بأن الرقم أقل من ذلك، فان الزيادة المتوقعة في عدد المصابين بمرض سرطان الجلد سوف تتراوح من 0.55 الى 2.8 مليون حالة في الولايات المتحدة الامريكية لوحدها، هذا مع العلم بأن الأشعة فوق البنفسجية تضعف تفاعلات الحساسية والدفاع المناعي ضد أورام الجلد، كما تتأثر مقاومة الجلد ضد بعض أنواع العدوى.. كما أن لهذه الأشعة تأثيراً ضاراً وفتاكاً على الأسماك والطحالب والنباتات والاشجار والتنوع الاحيائي بشكل عام. والدليل هو الأمراض التي تصاب بها الفقمات (عجول البحر) في بحار الشمال وهلاكها على الشواطئ الكندية وموجات انتحار الحيتان والدلافين في شواطئ بحار العالم.
![]() المسكوكات في العتبة العباسية المقدسة الدينار المضروب في عهد المأمون العباسي سنة 200هـ |
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat