صفحة الكاتب : احمد صادق

العدالة الإسلامية 
احمد صادق

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 معايير العدالة تختلف من زمن إلى آخر حسب المتغيرات الآنية لكل زمن، لذلك نجد ومنذ أقدم قوانين وضعية شُرّعت، هنالك فاصل بين البشر من حيث التقييم والحقوق... لذلك حاول المشرّعون في هذا العصر، الوصول إلى أقرب نقطة، نستطيع من خلالها - على الأقل - محاكاة مفهوم المساواة، وتوزيع المهام والواجبات؛ كونهم قد تيقنوا من أن المساواة هي جوهر العدل...
 والحقيقة، أن تحقيق المساواة - وليس الحفاظ على عدم المساواة - هو ما تعتبره الفلسفة القانونية الأخلاقية الحديثة، الوظيفة الحيوية للعدل، إذا ما أردنا بناء أي مجتمع حضاري، نستطيع من خلاله بناء دولة قوية؛ فالمفروض أن يطبق القانون بالتساوي في جميع الحالات، وعلى جميع الأشخاص الذين يتناولهم، دون خوف أو محاباة، ودون تفريق بين غنيٍّ وفقير أو قوي وضعيف... والقانون الذي يُطبق على الجميع بدون تمييز على هذا النحو، هو تجسيد للعدل. 
 وتجدر الإشارة أيضاً، إلى أن العدل بهذا المعنى، لا يعدو كونه المبدأ الشكلي للمساواة، ولايمكن للعدل أن يعتبر حتى كمبدأ للمساواة، بدون توفر هذه الصفة، وذلك ما حاول ديننا الاسلامي إثباته للبشرية جمعاء؛ فالتشريعات الاسلامية جاءت لتشكل قمّة التكامل القانوني الذي حرص على إعطاء الجميع حقوقهم دون تمييز أحد عن الآخر، جاعلة من مبدأ التساوي، القاعدة الأساسية التي يعتمد عليها في تشريعاته السماوية، مجرداً جميع القوانين الوضعية شرعيتها التي إكتسبتها على مرّ الزمن..
 ولكن مع التطور الحاصل في العصور الحديثة، لجأ بعض المشرّعين إلى خلق منظومة قوانين حديثة، محاولين من خلالها المحافظة على المصالح الشخصية لكل سلطة ونظام، متناسين أن المصدر الوحيد لاستنباط القوانين حسب أخلاقياتنا، لابد أن يعتمد في أساسياته على القيم الدينية الاسلامية وثوابتها، وهو ما سيكفل للجميع حقوقاً وواجبات متساوية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد صادق
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/21



كتابة تعليق لموضوع : العدالة الإسلامية 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net