الصحةُ والأدوية الرديئة... !
د . منهال جاسم السريح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . منهال جاسم السريح

لقد عانى القطاعُ الصحي شأنه شأن العديد من قطاعات الدولة المختلفة، من تردٍّ واضح في جميع حلقاته ومفاصله ابان أيام اللانظام. وقد أثرت جملة من السلبيات في واقع عمل الأجهزة، وعلى جميع المستويات، انعكس ذلك على الخدمات المقدمة للمواطن العراقي، ومن بينها الخدمات الدوائية.
لقد نصّ الدستورُ العراقي على ضرورة دعم القطاع الخاص، باعتباره شريكاً فعلياً لعمل الوزارة في السيطرة على الأدوية في هذا القطاع، كون عملية توفيرها بنوعيات جيدة، تعد من أخلاقيات المهنة الطبية التي يجب أن تسود في هذا المجال، إذ أن استيراد الأدوية خارج الضوابط المعتمدة يعدّ خرقاً لهذه الأخلاقيات.
إن وزارة الصحة تؤكد بأنها قامت بإتلاف (45) طناً من الأدوية الفاسدة والرديئة منذ بداية تطبيق مشروع السيطرة على الأدوية في القطاع الخاص عام 2008م. ومع تثميننا إلى دور وزارة الصحة، واجراءاتها القانونية بتوفير دواء آمن للمواطنين، فأن الأمر يتطلب تبني سياسة واضحة، للحد من تداول هذه الأدوية من قبل القطاع الخاص، وأن تأخذ المكاتب العلمية دورها في توعية المواطن وإرشاده وتعريفة بمخاطر استعمالات الأدوية الفاسدة والمزورة والرديئة، وكيفية كشفها والابتعاد عن شرائها إلا من مصادرها المعتمدة، باعتبار أن هذه الأدوية تسبب في إحداث أضرار بالغة بالصحة العامة وصحة المواطن العراقي، وتكبد البلد خسائر مالية كبيرة.
من هنا يأتي دور المنشآت الداعمة (للمشروع الوطني)، مثل نقابة الصيادلة والدوائر الصحية نفسها، والجهات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية والأمن الوطني... وإن المؤسسات المعنية والتي تقع على عاتقها مهمة الاضطلاع بهذه المسؤولية، عليها أن تحتل مكانتها، وتؤدي دورها وواجباتها.
ومع قناعتنا أن العبء الأكبر في هذه العملية، يقع على عاتق وزارة الصحة ومؤسساتها، وعليها متابعة ذلك بالدرجة الأولىن إلا أن مسؤوليات الدوائر الأخرى لا تقل أهمية عنها، إذا ما أدركنا أن هناك جوانب معينة وحساسة تقع مهمة تنفيذها على تلك الدوائر في محاسبة ومتابعة المذاخر والصيدليات والمكاتب العلمية المخالفة للقوانين، واستحصال الموافقات الأصولية للاستيراد، وإغلاق الصيدليات الوهمية، ومحاسبة تجار الأرصفة الذين يمتهنون بيع الأدوية، وكلّ من يسيء إلى المهنة وسمعتها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat