الإنضباط المدرسي الهادف
د . منهال جاسم السريح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . منهال جاسم السريح

من أهم ما يشغل بال المسئولين عن التربية والتعليم والمعلمين في هذا البلد توفير الفرص التعليمية النافعة لأبناء هذا الجيل كي يستطيعوا النهوض بالمسؤوليات الملقاة على عواتقهم في مجتمعنا المتطور... وتتعدد الأساليب التي تتوفر بها هذه الفرص، وتختلف من حيث العمق والسعة بين فترة وأخرى، وبين مرحلة دراسية معينة ومرحلة دراسية ثانية.
وما المحاولات المستمرة لتعديل المناهج وتطويرها، وتثبيت السياسية التعليمية للبلد، إلا محاولة لتحقيق الفرض المتقدم ذكره، ولكي تتوفر الفرص التعليمية النافعة للطلاب، كان لابد من تهيئة الجهد العلمي المناسب للعمل التربوي، لكي يستطيع كل مسئول ممارسة عمل البناء، وتقديم خلاصة جهده ومعلوماته إلى طلبته الذين سيبنى المستقبل على جهودهم وقدراتهم العلمية.
والانضباط المدرسي الهادف هو إحدى وسائل توفير الجو العلمي البناء في المدارس، فعلى المعلم أن يدركَ أن الانضباط ليس هدفاً في حد ذاته، وإنما هو وسيلة لتحقيق هدف أوسع وأسمى، يتضمن تنمية قابليات المتعلم وتطويرها، وتنمية شخصيته وتوجيهها توجيهاً يتضمن تحقيق هدف الضبط والنظام والتقيد بهما.
لذا يخطأ من يتوهّم أن شخصية المتعلم وتنميتها وتحقيق الأهداف التربوية وتطويرها لا تتم إلا في الجو الذي تسوده الأنظمة الصارمة التي لا تترك المجال للمتعلم بالخروج عنها مهما أدى ذلك إلى قتل روح الإبداع فيه أو تحويله إلى شخص تافه، لا يثق بنفسه أو بحقه في تطوير حياته وحياة الآخرين.
إن الانضباط الذي ننشده هو الذي يحقق للمتعلِّم جوا يمكِّنه من الإفادة من الفرص التعليمية المختلفة التي تقدمها المدرسة إليه، كما يضمن للمعلم جواً طبيعياً يسوده الاحترام والشعور بالمنفعة المتبادلة، ويفسح له المجال لتحقيق الأهداف المنشودة من التربية والتعليم، ويمكِّنه من الأخذ بيد المتعلمين إلى الأهداف المقررة أو التي يقررها هو وطلابه أيضاً.
فالضبط المدرك الواعي الناجم عن تفهم وإيمان بالأهداف التي يسعى المعلم إلى تحقيقها، أضمن وسيلة لإبعاد المشكلات عن مدارسنا، وأحسن ما يؤدي إلى توثيق علاقات المعلمين والمدرسين بطلابهم
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat