النعم بين الشكر والجحود
زيد علي كريم الكفلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زيد علي كريم الكفلي

يحكي لنا القرآن الكريم قصة صاحب الجنتين الذي أعطاه الله المال الوفير والبنين الكثر وحديقتين كبيرتين فيها أنواع المزروعات والنباتات من نخيل وخضروات وفواكه وأعناب وتحيطها أنهار عذبة تجري باستمرار.
لكن هذا الرجل قد أنكر فضل الله عليه، واغتر بما لديه من نعم، ونسي أن الله تعالى قد أنعم عليه بكل هذا الخير الوفير، فدخل أرضه كالطاووس وهو ظالم لنفسه فقال لصاحبه وهو يحاوره: (ما أظن أن تبيد هذه أبداً...).
لن يزول هذا المال أبداً اغتراراً منه، لما رآه من الزروع والثمار، ونسي قدرة الله عليه، فكانت هذه تذكرة بأن الله يمهل ولا يهمل، وقادر على أن يرزقه وأن يأخذ منه رزقه.
جحد نعم الله، فسلبها الله منه، فأصبحت جنتاه كومة من رماد محترق بصاعقة حولتها لخراب، وحولت الأنهار ماء غورا.. وهنا أدرك الرجل أنه كان عليه أن يرضى بما قسم الله تعالى له من خير وبركة، وأن النعمة الحقيقية التي ينعم بها الله على الإنسان يجب أن لا تجحد...
فكان أسفا حزينا على ماله الضائع، وهو نادم على اشراكه بالله...
من هنا أيها الإخوة لا ينبغي لأحد أن يركن إلى الحياة الدنيا، ولا يغتر بها، ولا يثق بها، بل يجعل طاعته لله والتوكل عليه في كل أموره..
يجب أن يشكر الانسان نعم الله عليه سواء بقلبه او بلسانه ولا يستخدمها فيما يغضب الله (عز وجل)، فكم من قوم أعطاهم الله نعما كثيرة ولم يشكروه عليها حتى عوقبوا برحيلها..
(ولئِن شكرتم لأزيدنكم) تأملوها فقط دائما وابدا.. اشكر ربك على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، فبالشكر تزيد النعم، وتدفع النقم، وتستجلب البركات وتكثر العطيات... اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat