تأملات قرآنية (أصحاب الكهف)
زيد علي كريم الكفلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أصحاب الكهف أرادوا أن يعلمونا الثقة بالله (جل وعلا)، فلا يجوز لمؤمن يرضى بالله تعالى رباً، وبالإسلام ديناً، وبالقرآن كتاباً، وبمحمد نبياً، وبأئمة معصومين أن ييأس مهما كانت الظروف... ولكي ننجح نحن أيضاً في الاختبار علينا أن نثق بالله ووعده ولقائه وقدرته على كشف الضر عنا...
أما الدروس المستفادة من هجرة أهل الكهف إلى الجبل:
١- قد تكون عزلتهم مفتاحاً لرحمة الله تعالى: (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً). 
٢- وحين يكون الله معك يحفظك في كل أحوالك.. حتى وأنت غائب عن وعيك: (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً).
٣- ليس كل ما يظهر لنا هو الحقيقة: (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ).
٤- ربما كان مظهرهم مخيفاً، ولكنهم ينعمون بالأمن في داخلهم: (لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً).
٥- الكتمان مطلوب في بعض الأحيان: (وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً).
٦- لا تجادل فيما لا طائل من ورائه: (فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً). وكذلك لا تجادل ولا تستفتِ من يرجم بالغيب ويتحدث بلا علم ولا برهان: (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً).
٧- أما الأفعال المستقبلية علقها بمشيئة الله تعالى: (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ).
وأخيراً... من كان مع الله كان الله معه، ومن كان الله همه كفاه الله ما أهمه، فاجعل همك الوحيد الله، وافعل ما عليك، ثم اتركها لله وتوكل عليه.

الموضوع السابق السجاد.. شموخ وعظمة المقاومة السلمية وثورة الدعاء

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat