الطفل ذلك الكيان الناعم اللطيف...
هدى حيدر مطلك
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هدى حيدر مطلك

عندما نبدأ الحديث عن الطفل نحتاج لأن نتخلى عن نظرتنا السوداوية للأشياء، نحتاج لأن نزيح كل الظنون وكل الشكوك عن دائرة تفكيرنا وتحليلنا، أنقياء هم حد النخاع، أبرياء هم حد أن يحق لنا تشبيههم بالكائنات الملائكية.
نظراتهم الحقيقية تنسينا زيف الواقع، تبعدنا عن الوهم.
ذلك الكائن الحساس المرهف المشاعر بحضور والديه، فكيف به إن كان فاقدا لأحدهما أو كليهما، كيف به وقد ذاق طعم اليتم قبل أن يرتوي من حنان والده، كيف به وقد عصفت بذرات نفسه الصغيرة الهشة رياح الفقدان القاسية الشديدة، كيف به وقد غاب عنه من كان يرجوه ليشاركه فرحه وحزنه، بكائه وضحكه، خوفه وأمانه.
ذكرا كان الطفل أم أنثى فأصل الخليقة واحد على اختلاف النوع؛ لكن مما لا شك فيه بأن الذكور تتميز عن الإناث بصفات وسمات مثلما تتميز الإناث عن الذكور بصفات وسمات أخرى، ففي المراحل العمرية المبكرة تتكلم الإناث أسرع من الذكور فيما يبدأ الذكور بالمشي والحركة أسرع من الإناث والسبب يعود إلى أن الفص الأيسر من المخ والمسؤول عن القدرات اللغوية ينمو أسرع لدى الإناث بينما ينمو الفص الأيمن والمسؤول عن القدرات الحركية لدى الذكور أسرع منه لدى الإناث، إضافة إلى جملة اختلافات أخرى.
وقد راعت مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية فوارق أيتامها من الذكور والإناث المحتضنين لديها من الناحية السلوكية والنفسية وخصصت لكل نوع منهم ما يلبي احتياجاته وميوله النفسية فضلا عن الجسمانية، فنلاحظ ذلك جليا في مركز الأنجم الزاهرة وتحديدا في قاعات اللعب حيث نجد اختلافا واضحا بين قاعة الألعاب المخصصة للذكور وتلك المخصصة للإناث مع اشتراكهما بكبر الحجم وعلو السقف والانارة الجيدة والجو المعتدل مما يشعر الطفل بالراحة النفسية والحرية والرغبة باللعب والانطلاق, فنرى فارقا في الألوان والرسومات وحتى نمط الألعاب بما يناسب طبيعة كل جنس وميوله ورغباته, فقاعة ألعاب الذكور تتميز بالألعاب ذات طابع القوة والعنف التي تشبع حاجات الطفل وتساعده على التخلص من الشحنات السلبية والطاقات المكبوتة ومثالها لعبة البوكسنك وغيرها من الألعاب الأخرى, فيما نجد قاعة ألعاب الإناث تتسم بالطابع الرقيق الهادئ وتحوي على الألعاب التي تلائم طبيعة الأنثى وتشبع رغباتها كلعبة المتاهة التي تعطي الطفل شعورا بأن الحياة لا تقف عند حد معين ولا موقف معين وأنها مستمرة وفيها العديد من المفاجئات التي من المؤكد أنها ستنسيه ما يؤذيه ويحزنه ولا بد من الوصول للنهاية وتحقيق الهدف, وغيرها من الألعاب الأخرى.
هذا وتسعى مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية إلى تحقيق الرعاية المتكاملة لليتامى المحتضنين لديها وبكافة الجوانب لا سيما النفسية منها فقاعات اللعب التي تؤمن الجوانب الترفيهية والعلاجية في ذات الوقت جزءا مهما لتحقيق ذلك.
ومن الجدير بالذكر أن المؤسسة عالجت الكثير من الحالات النفسية لليتامى ولازالت تأخذ على عاتقها هذا الجانب ضمن أحد أهم مشاريعها الخدمية في العاصمة بغداد ألا وهو مركز الأنجم الزاهرة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat