دعوى الحوار والاعتدال والوسطية والترحيب بالأفكارالعقلانية والنقدية ، ورفض الحذف والنفي ، والتعايش مع الآخر الذاتي وغير الذاتي..دعوى تحت المحكّ ، وقد تبدو مضطربةً إزاء اجتهاد بعض النخب اجتهاداً قد يكون شاذّاً مفاجئاً صادماً تصحبه الإثارة والصخب المقلقين بسبب خشية الانحراف واستشراء التغريد خارج منظومة الأصل الأصيل ، فيتشنّج الرأي العام وينشغل بمسائل وقضايا هي من شؤون فضاءاتٍ وأروقةٍ وحلقاتٍ خاصّة مختصّة. هي مضطربة من حيث إنّ غالب الرموز المسؤولة إمّا بالتزامٍ تقليديٍّ محافظ ، أو بلسان حالٍ مفاده :" السعيد من اكتفى بغيره " ، أو بعجزٍ وضعفٍ منهجي في كيفية معالجة وحلّ إشكالية الاجتهاد المطروح ..
والبعض عاطفيٌّ عجول متطرّف في مواجهة المشكلة ؛ إذ يسعى لتكبير دائرة الخلاف دون تصغيرها ، بل ربما تُزجّ الحسابات والمنافع والأهواء الضيّقة في شخصنة المواجهة واقتناص الفرص للنيل من ذاك " المجتهد " ومحاصرته ومعاقبته دون استفراغ الوسع لاحتوائه واستقطابه وإعادته إلى فضاء الجمع ثانيةً ، وهذا مايجعله - سواء كان مآلفاً أو مخالفاً - في جهدٍ مضاعف لموازنة الصراع وأثقل ، فتزداد الأُمور تعقيداً ويصعب معها العلاج والحلّ ، بينا أُسس الحوار المعرفي هي التي تمهّد القاعدة الراسخة لمناقشة ومعالجة الاجتهادات المعهودة بروحٍ حضارية فكرية متجرّدة عن الاصطفافات الرغبوية والجدالات البزنطية .
ولقد ثبت نوعياً أنّ الإصرار على الحذف والنفي والتضليل لا يرشح إلّا نقيضاً معاكساً .
لذا ينبغي - كياسةً وتدبيراً وحكمةً -الاستماع لرأي الآخر الذاتي وغير الذاتي ، استماعاً استشرافياً معرفياً يفتح الأُفق الرحِب نحو التلاقح والتلاقي ، ويسدّ منافذ التصادم والتعادي . ولاينبغي التذرّع هنا بأمثال : " لو كلّ كلبٍ عوى ..." و " هزلت ... " و " شنشنة أعرفها... " ونظائرها ؛ فليس هذا المقام وذاك موردها مطلقا .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat