(ان اكثر الناس خيانة للوطن المتحدثون بشعارات الوطن !!)
سانقل لكم بعض الاراء وبعض الصور التي تبين ابعاد شخصية عبد الرزاق عبد الواحد يقول المخرج السينمائي العراقي الهارب من الديكتاتور قاسم حول:(اتحدث هنا ليس عن شخص عبد الرزاق عبد الواحد بل عن الظاهرة والظاهرة السلوكية والانتهازية لقد كتب الشاعر في حياته مسرحية عنوانها (الحر الرياحي) وكتب شعرا عن الامام الحسين ومن المؤسف ان ابناء الشيعة في العراق حين يذكرون الشاعر فانهم يذكرونه في قصيدة الحسين وفي مسرحية الحر الرياحي وينسون او يتناسون شعر الرجل الذي كان يكتبه يوميا عن الحرب مع ايران والتي كانت تحصد ارواح الشباب الجميلين وتنهي حياتهم واحلامهم في الحياة لينعم الشاعر بطبقات البيض في اعلى حالات العوز العراقي ايام الحصار وحتى قبل الحصار) وبمناسبة هذا الحديث فان مقاطع الرجز التي كان ينظمها تبعث لدى المتلقي شعورا بانه في الجاهلية او يعيش روح الجاهلية في النظم وقد يسمو بعضها من الناحية الفنية ولكن في المجمل العام فان شعورا بالتراجع الفكري والانساني الى عصر العصبية والقبلية والشاعر هنا يؤدي مهنة الاكتساب للحصول على العطايا والاموال والفرص الكبيرة له ولعائلته ويمكن تحسس ذلك عند التحليل النفسي البسيط حيث يقول مخاطبا الجندي الفقير والمسكين في الجبهات:
انت لا تشكو الصواريخ
ولا تشكو القنابل
تتلقاها كريم النفس شهما وتقاتل
وتموت
دون ان تسال شيئا
يا عظيم النفس
يا انبل ما في الملكوت
يا شرف العراق في الخنادق
يا سيدي يا مشرع الصدور للبنادق
يا حاملا عني وعن اولادي المنايا
صفحه 43 من ديوان لهيب القادسية الصادر من دار الشؤون الثقافية
وقد علم كاتب المقال ان اولاد عبد الرزاق عبد الواحد ارسلهم على نفقة الديكتاتور للدراسة واحد في امريكا وواحد في باريس بينما يموت الشباب الفقراء في الدفاع عن الوطن ولطالما اسميت ذلك في مقالاتي بالمخدرات الوطنية انقل لكم ايضا ما قاله قاسم حول عن الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد اذ يقول: كتب مسرحية الحر الرياحي لكي يشير بشكل غير مباشر الى نفسه ويشبه نفسه بالحر الرياحي الذي انتقل من معسكر اعداء الحسين الى معسكر الحسين بعد ان اكتشف في لحظة متازمة من المعركة ان الحق كان مع الحسين هذا عبد الرزاق عبد الواحد ابان مواجهة الطاغية مع قوى اليسار ان يشير للطاغية الارعن بانه في موقع الحسين في مواجهة اعدائه معسكر اليساريين والشيوعيين فتركهم لينتمي الى معسكر الحقيقة معسكر صدام حسين تاركا عبيد الله بن زياد والشمر بن ذي الجوشن وعمر بن سعد والشبث بن ربعي لينتمي الى صدام حسين في موقع الحسين) ثم يستطرد قائلا: وهذه هي هديته ووثيقة البراءة وشهادة اكتشاف الحقيقة المزيفة وشهادة النذالة ووثيقة الذل وقلب المفاهيم عن الموقف من الشيوعيين) ويقول ايضا عنه: انه ظاهرة سيئة في المجتمع العراقي وليس استثناء وهو امر مؤسف ومؤلم للغاية وانا لا اتحدث عن شخصيته فليست لي علاقة به ولم التق به يوما وقد غادرت العراق لانني خفت من الديكتاتور) وبهذا القول والاقوال السابقة تظهر لنا ابعاد شخصية الشاعر اما من الناحية الفنية فلطالما فكرت في طبيعة المسرح الشعري وصعوبته وقد كان اغلب الشعراء المسرحيين يسقطون في بئر اللغة الأدبية الخالصة كما كان المجتمع الثقافي يسقط في بئر مفهوم المقدس من الشخصيات وهذا ما حصل مع احمد شوقي في مصر وخالد الشواف في العراق ومحمد علي الخفاجي في مسرحيته ثانية يجي الحسين حيث يكون الموضوع المقدس حائلا دون النقد فينفخ الاعلام في النصوص الشعرية المسرحية دون ان يسمح لك بالنقد ولكي لا نقول شيئا من عندنا ورغم اننا قادرون ثقافيا فاننا سنشير الى ما قاله بعض الباحثين حول مسرحية الحر الرياحي اذ يقول الباحث الاكاديمي الاستاذ الدكتور مصطفى ساجد مصطفى) ( ان الشعر خلاصة موهبة الشاعر وثقافته الفردية ولهذا وقع جل ما كتب من الشعر المسرحي من المبدعين ضحية هذا الانفصال بين المسرح والشعر
ويقول ايضا: ( عبد الرزاق عبد الواحد شاعر كبير لاجدال في ذلك شاعر مثقف وله تجاربه العصية على الطمس في مدارات الزمن القادم ولكن هذا الوصف ينطبق على الشعرية الغنائية وكان في تقديري المتواضع همه ان يبرز قضيتين اساسيتين في اطار مأساة الحسين عليه السلام وهما الصراع بين الخير والشر بين الحق والباطل بين القوة المادية والروحية وهذا ما جسده في شخصية الحر الرياحي اما الاخرى فهي مأساة البطل الوهمي الذي يقع فريسة القوة والجبروت الماديتين بفعل نظرته الدنيوية النفعية ثم بعد ان يستفيق من ضياعه الانساني يقع فريسة للانا الدنيا والانا العليا في داخله يقول الدكتور مصطفى في هذه القصيدة المسرحية او قل المسرحية الشعرية: نلاحظ الصراع متارجحا على نحو صاخب لكنه صراع فكري ونفسي لا صراع وقائع واحداث فالاحداث تكاد تكون خامدة لانها تاتي على السنة الشخصيات وهذا ما افقد الاثر اصطلاحه المسرحي الى حد ما فضلا عن ان هذه الاحداث لا تاتي عبر التجسيد الحي وانما عبر القص او الحوار ناهيك عن ان هذه الاحداث لا تسير على وفق تسلسلها الزمني فهي احداث منفلتة عن تراتبية الزمن الطبيعي وفوق هذا وذاك فان ملامح الشخصيات باهتة فلا ملامح شخصية ولا دوافع حياتية ولا مسببات لمواقفها مستثنيا من ذلك شخصية الحر وابن ذي الجوشن ، كل هذه الهنات حادث بنا ان نطلق عليها قصيدة ممسرحة وليست مسرحية شعرية ثم يقول الباحث: المسرح الشعري هو النوعية الأدبية من التاليف المسرحي التي تكون حواراتها منظومة على وفق قواعد العرض ويقصد هنا العرض المسرحي ثم انه يتطرق الى التشظي الزمني في هذه القصيدة الشعرية اذ يقع ضحية اربعة ازمان زمن المسيح وزمن حادثه الطف ثم زمن بعد شهر من حادثه الطف ثم زمن الحاضر
ويصف الباحث الدكتور القصيدة الشعرية بانها بانوراما مسرحية شعرية تضم الماضي والحاضر وتمد عنقها بعيدا لتستشرف المستقبل ثم انه يقول ان هذا الهاجس على ما يحمله من لغة سامية مدارية ايحائية غنائية درامية ....وهي على العموم توازي لغة المسرح وترتقي بها احيانا وتجعلها مملة في احيان اخرى وعلى لسان الدكتور احمد بسام ساعي يستشهد الباحث بقوله ان الحقيقة ينهض بها الشعر والواقع تنهض به خشبة المسرح كما يستشهد بقول شيرو ت كريفش (يجب ان لا يكون الحوار ادبيا صرفا مثل الجمل المنمقة والانيقة المرتبة لانها قاتلة في الدراما
مجله كليه المعارف الجامعه/ مجلد 33 العدد 1
الحر الرياحي قراءة اجناسية فنية تحليلية، الاستاذ الدكتور مصطفى ساجد مصطفى ،2022 من صفحة 30 الى صفحة 52
والخلاصة التي نخلص لها ونحن نتحدث عن ظاهره عبد الرزاق عبد الواحد ان ما يسمى بالمسرحية الشعرية الحر الرياحي ما هي الا قصيدة شعرية مطول9ه وقد بالغ المسرحيون في اعطائها صفة المسرحية الشعرية ولا شك انهم تلافوا الروح الأدبية البعيد ة عن خشبة المسرح باساليبهم الفنية بصعوبة بالغة وكذلك سلطنا الضوء على لسان كتاب وباحثين وليس على لساننا وظننا فحسب وانما على لسان باحثين وفنانين عاشوا مرارة الواقع الثقافي في العراق .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat