صفحة الكاتب : جعفر الونان

نعم، للجيوش الالكترونية 
جعفر الونان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 (شيعة -سنة )،(عرب -كرد) ، ( داخل -خارج) ، (معارض-بعثي) ، (إسلامي -مدني)،(حزبي -مستقل)، (ريفي - حضري). 
المجتمع العراقي له قدرة عجيبة على الانشطار، التخاصم ، الانشقاق، الانفصال، الابتعاد، بينما قدرته ضعيفة  الى درجة الوهن وتوقوس الظهر على التقارب، التصالح ، الاتحاد، الاصطفاف على بناء الدولة،لانقول ذلك تجنيا لان منابع الانقسام كثيرة وعريضة ولان النشأة على التمايز والاخلاف ولادية منذ الصغر فنحن نعلم اولادنا وهو في قباب الطفولة (من تحبون اكثر أمكم ام ابيكم؟ ، جدكم لوالدكم ام جدكم لامكم؟ ، خالكم  ام عنكم؟ ). 

ميزة المجتمع العراقي اننا  لدينا مشكلة كبيرة نتحدث عن الحرية ولأنفسهم حدودها ولا نفرق بين الرأي وصاحبه وفِي عقلنا دكتاتور صغير ينمو كلما ساهمت الظروف بتوحشه وانفراده. 

 تعلو رائحة الكراهية والخلاف والانفصال والانقسام والطعن والتخنجر في ظهور بَعضُنَا الاخر  بالفيسبوك على رائحة المحبة والتوافق والتقارب والاتحاد وتجانس الاّراء ، لايمشي في العراق القول انه كلما اختلفت الاراء نضجت الأفكار وكلما نضجت الأفكار نضجت الدولة.

هناك زملاء  تربطك معهم علاقات متينة في اول خلاف معهم يلجأون الى كسر العظم والابتعاد، الى الطعن ، الى الصفحات الوهمية على الفيسبوك، الى التسقيط والتشهير ، ولانرى في العدو الا انه عدو ننسى كل خصاله، كل مميزاته ولا نتحدث الا عن سيئاته مع التعريض به يميناً ويسارا ، الخنجر الفيسبوكي هو الأكثر نشاطا هذه الايام.

ومن باب خنجري في ظهرك وخنجرك في ظهري ، استباح الفيسبوك كل المحظورات وانتهك حياتنا الخاصة، بات العراقي تشغله اي (فضيحة) ويتفاعل معها من دون النظر الى الأضرار الاجتماعية التي تصيب الضحية. 
ولانفرق  بين التنافس والخصومة ولا الخصومة والعداء ولا العداء النبيل والعداء الشيطاني، نعتقد ان اي خلاف يحتاج الى خناجر متعددة رئيسها خنجر الفيسبوك( الجيوش الالكترونية). 

تتخيل بعض الشخصيات السياسية والاجتماعية والدينية ان فكرة الجيوش الالكترونية فكرة سيئة للغاية بينما الواقع عكس ذلك ماهو العيب او الاساءة في تشكيل فريق إلكتروني غير مفترس يساهم في توعية الجماهير من دون تسقيط او تشهير او قذف او تدخل في الحياة الشخصية، ينتقد بموضوعية ويؤثر ملامح النجاح ويؤخر ملامح الفشل ماهو العيب في ذلك؟ 
 

من دون شك اننا نحتاج الى جيش إلكتروني أليف يساهم في بناء الدولة ويبتعد عن التخاصم الذاتي ويشكل قوة نقدية موضوعية تشخص الأخطاء في العمل الحكومي ، بمعنى ينتقد الأداء لا الشخص، من يتعلم النقد الموضوعي بلا ترسبات قديمة ولا آراء سطحية يصبح لقلمه حصانة ولفكره قوة ولحجته مؤيدين ومناصرين ومن يستسهل طريق التشهير والتسقيط فانه كالذي يبني بيته من ورق! .

حاولت الجيوش الالكترونية (الشيطانية  اشغال الرأي العام عن لذة  معركة النصر التي حررت فيها الموصل واشعال معارك تسقيط فيسبوكية بين هذا الطرف او ذاك وظيفتها احداث ضرر عام في المجتمع العراقي يسهم في نخر الدولة العراقية، هذه الجيوش المدفوعة الثمن والرخيصة والتي تطبل لهذا وذاك والتي يتقطر المال الحرام ومال السفارات من أنوفها واحدة من اسوء التجربة الديمقراطية في العراق.  

تستدعي المرحلة المقبلة، مرحلة بناء الانسان في حاضنة الدولة الى تشكيل جيش الالكتروني أليف يشتغل في مساحة النقد الموضوعي وبناء الدولة من دون أساليب التهريج والتصفيق والتطبيل للأشخاص التي تبني  زعامات  فارغة الرأس والعمق، الجيش الالكتروني الاليف يفكر في الدولة ومؤسساتها بينما الجيش الالكتروني الشيطاني يفكر في السلطة واشخاصها ومتعتها وكيف يحول السياسي الى صدام بزي جديد!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جعفر الونان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/21



كتابة تعليق لموضوع : نعم، للجيوش الالكترونية 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net