"الشتائم ليس حلاً"
د . حميد مسلم الطرفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . حميد مسلم الطرفي

الحاكم في أعين المحكومين ظالم وإن عدل فما بالك إن كان ظالماً ، وبين الحاكم والمحكومين ليس عقداً كما يحب روسو أو مونتسكيو فواقع الحال أن بينهما درجة إسمها السلطة أو الحكومة - وإن كان الحاكم واحداً من المحكومين فما بالك إن تَرَفّع عنهم ؟ "وما سُلّ سيف في الإسلام على قاعدة دينية إلا على الإمامة (الحكم ) في كل زمان " كما يقول الشهرستاني في الملل والنحل . والأمر ينطبق على كل البشر مسلمين وغير مسلمين . واليوم ونحن نتصفح وسائل التواصل نرى الأغلبية من العراقيين ساخطين ناقمين - ولست أدري إن كان الفيس بوك يمثل انعكاساً حقيقياً للرأي العام أم لا - ، كلٌ ينتقد بأشد العبارات وكثير منها يخرج حتى عن حدود اللياقة والذوق العام ولسنا هنا في معرض الحكم على هذا السخط في محله أم لا ولكننا في معرض ما هو منتِج لإصلاح الحال وما هو غير المنتِج . فالشتائم واللعن والتجريح لا يغيّر من الحال شيئاً إن كنا جادين في تغيير الحال فما يتمتع به العراقيون اليوم من بحبوحة الحرية والتعبير عن الرأي وحرية تشكيل التيارات والأحزاب وحرية التظاهر السلمي والإضراب والاعتصامات وإقامة المهرجانات والتجمعات قد لا يكون متاحاً غداً . فإذا كانت كل هذه المنشورات والتعليقات التي نقرأها جادة في التغيير فعليها التوسل بأدوات التغيير المشروعة ، وعليها قبل فوات الأوان ان تبادر الى تأسيس تيار عريض أو جبهة واسعة منظمة وأن تعمد الى عقد مؤتمرات وتشكيل روابط وإقامة اجتماعات ونظم صفوفها في أحزاب أو تجمعات وتُبرز قياداتها ومرشحيها ( قادة المستقبل ) لخوض غمار الانتخابات المقبلة لكننا حتى الآن وللأسف لم نر من هذه الخطوات شيئاً ذا بال . لم نر قيادات بديلة نزيهة ومخلصة وكفوءة وملمة لتحل محل هؤلاء ( السراق ) والـ ( الحرامية ) و ( سياسيو الصدفة ) والـ ( ما يستحون ) و ( أهل المحاصصة ) و ( الدجالين ) كما يحب أن يسميهم الساخطون . ليس هناك من نظم أمره وأعد نفسه إلا اللهم الحزب الشيوعي العراقي والذي لم يتمكن رغم كل جهوده وتحالفاته غير الحصول على مقعدين في مجلس النواب بدورته الحالية . ولعل البعض سيلقي باللائمة على المفوضية وهنا نذكر القاريء الكريم ان السيد يوسف الحبوبي ليس لديه تأثير على المفوضية في انتخابات عام 2009 عندما حصل على 38 ألف صوت بقائمة منفردة على مجلس محافظة كربلاء فلم تحصل دولة القانون ولا التيار الصدري ولا المجلس الأعلى على مثل ماحصل من أصوات . وأن السيد علي كردي لم يكن له من تأثير على المفوضية عندما حصل على 17 ألف صوت في انتخابات مجلس النواب عام 2010 متفوقاً على كثير من ذوي التأثير على المفوضية .
واذا كان هناك من يلقي باللائمة على الأموال فليس لدى السيدين المذكورين فائض أموال ينفقانه على الانتخابات ، واذا كان للمال دور -وهو كذلك - في اي انتخابات في العالم فوظيفة هذا التيار العريض المنظم العامل الدؤوب الذي يتحرك في داخل المجتمع أن يُثقف الناس ويُوعيهم من خطر الانجرار وراء المال من جهة وأن يجمع ما هو ضروري لإنجاح حملته الإنتخابية من جهة اخرى مالاً حلالاً يتبرع به ميسورو الحال تزامناً قبل النقر على ( الكيبورد ) وكتابة الشتائم . أعلم أن الانتخابات
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat