تواجه الثقافة اليوم الكثير من الأزمات الاخلاقية، والتي منها ما يروج بواسطة منهجيات مهندمة، والقسم الثاني الذي يدون بفوضوية الجهل وانحراف الفكر والانقياد الى الطائفية المقيتة، دون مراعاة الضمير في عملية التشخيص؛ وذلك سعياً لخلق تأثيرات سلبية.
ومن أكثر المواضيع التي تتعرض الى مثل هذه الهجمات هي مواضيع عاشوراء والخدمة الموكبية والزيارة المليونية، ويبدو أن هذا العام شهد انطلاقة استباقية قبل موعد قدوم عاشوراء بوقت مبكر، حيث افتتحت الموسم كاتبة خائبة في موضوع مرتبك معنون بيافطة (مَنْ أنتم يا خدام الحسين؟).
ومثل هذا الخرق الاخلاقي يعرض في مواقع كثيرة ليس لها أي صلة بأسلوبيات العرض المثقف، فكان هذا الموضوع انشائياً مرتبكاً لا يصلح للنشر، لكن المعروف أن هذه المواقع مهمتها عرض سياسات التخبط، وهي تدعي الحيادية دون أن تقف لحظة عند مهنية العمل الاعلامي.
كان الموضوع يمتلك المباشرة الحادة منذ العنونة، وقد دافت تلك الاعتداءات بجمل اعلانية صارخة تعرف لنا الحسين (عليه السلام) وثورته، لتثبت من خلال هذا الطرح انها من طفيليات الكتابة التي لا تجيد سوى رمي الكلام على عواهنه.
على تلك المراكز الثقافية والمواقع الكبيرة أن تلتزم بشروط النشر، والتي أبسطها منع التجاوز الاخلاقي، ولابد من حضور روح الوعي وإلا مثل هذه الاساليب الاستفزازية هي سعي لخلق نعرات طائفية مقصودة، فهي اعتبرت خدمة الحسين (عليه السلام) متاهة وضياعاً ونوعاً من انواع التباهي، وهذا التدني التعبيري الماسخ لأناس كل الذين فعلوه من جريمة انهم تطوعوا خداماً للحسين (عليه السلام)، يعني هو موضوع لا يؤثر على أحد؛ كون هذا العمل تطوعياً..!
والغريب في الأمر: أين هي من الارهاب والطائفية وعصابات داعش المجرمة، وما فعلته من احتلال وتهديم بيوت وقتل وسلب ونصب مزادات نخاسة بشكل علني..؟ تركت كل تلك الجرائم لتقف امام مشكلة شعب تطوع لأداء الخدمة الحسينية دون أي ابتزاز لأحد، مثلما تدعي الكاتبة..!
أين روح الابتزاز من الموضوع، كاتبة اساءت الى الحضور الانساني، وهذا أيضاً رأي من الآراء، لو كان فعلاً يمتلك التبرير المناسب، والذي سيكون مبرراً لتلك المواقع في نشر مثل هذه المواضيع.
ومن المتوقع لمثل هؤلاء الكاتبات إما الكذب أو تزوير أحداث.. هذه الكاتبة ارتكزت على منطوق التعميم السلبي، فهي نقلت سوء تفاهم صديقة من صديقاتها مع انسان ربما كان زوجها، المهم لو نتابع التناقضات التي امتلأ بها مثل هذا الموضوع، سنجده فعلاً موضوعاً لا يستحق ولا يستقر عند منسوب ابداعي اطلاقاً..!
فهي تقول: إنها ستتكلم عن فئة قليلة ممن أساء الخدمة، ولا اعتراض علينا لو كان فعلاً هذا التشخيص الوارد قد تم الالتزام به، فراحت الى شمولية عارمة تنتقص الشعيرة نفسها، وتقدم كامرأة أسوأ التعبيرات الفجة لناس اختاروا شعائرهم المسالمة.
أين هو التجاوز؟ هل هذا الاطعام المليوني ام توفير خدمات الزائرين؟ وتتحدث الكاتبة بعد هذا باسم الحسين (عليه السلام)..!
أرى في الختام أن على المواقع أن تحترم حياديتها التي تدعي بها، وإلا لتكن ما تريد.. وهذه دعوة الى الاساتذة مدراء المواقع لقراءة ما ينشر والتدقيق في الغايات؛ كي لا يكونوا اداة ساعية لخلق التناحرات المذهبية.. والعجيب في الأمر هو هذه الهمة الهجومية التي استبقت عاشوراء، واستقبلته في وقت مبكر، يدل على الاستعداد المتقدم لمواجهة عاشوراء الحسين (عليه السلام) لهذا العام وكل عام..!
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat