صفحة الكاتب : قاسم العجرش

البحث عن لقمة عيش في مكب نفايات السياسة..!
قاسم العجرش

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 إذا تمعنا بمعطيات حاضرنا السياسي، وإذا صرفنا النظر عن النوايا، إذ لا يمكنها أن توصل يقين قاطع ممكن، فإن القوة السياسية، والسياسي  الذي بلا أمس، لا يمكنه توظيف اليوم من أجل الغد، وهو حتى إذا تحدث عن الغد، فإنه يتحدث عن غده الشخصي، وبأحسن الأحوال؛ يمكنه مقاربة غد حزبه أو جماعته السياسية، لا غد الوطن..! 
القوة السياسية والسياسي الذين بلا جذور، لا يمكن أن يورقوا مستقبلا، وسيكونون عالة على العملية السياسية، شأنهم شأن الطحالب، حيث لا جذور لها ولا فائدة حقيقية من وجودها..
والحقيقة أن من بين النتائج المتحصلة من واقعنا السياسي؛ المرتبك والمعقد في آن، هي أن بلدنا يشهد مرحلة تحول صعبة، تكتنفها إتجاهات متضادة ومتعاكسة، وخيوط متشابكة  وأصوات مختلطة..ومعظم الأطراف السياسية لا تعرف أين تضع أقدامها ولا تمتلك تصورا واضحا عن غدها، لأن معظمها وببساطة شديدة لا يمتلك أمسا!
وثمة حقيقة أخرى، كشفت عن أن الديمقراطية والتجربة السياسية، تقف اليوم على مفترق طرق، فإما ان تستكمل رحلتها حتى تصبح ديمقراطية حقيقية، وهذا يقتضي أن يكون هناك مشروع سياسي، يتجاوز كل العثرات التي واجهتها التجربة الديمقراطية، على مدى ثلاث عشر عاما المنصرمة، وإما ان تستكمل انحدارها؛ نحو الديمقراطية المقيدة والشكلية، بمجرد حضور شكلي ضمن هامش محدد، غير مسموح لها ان تتجاوزه.
الحقيقة الثالثة هي أن المشروع السياسي الذي نحتاجه، ليس هو الذي نشهده الآن، كما أنه مشروع؛ لا يصنعه الساسة أو القوى السياسية الذين بلا جذور، ولا يمكن أن ينهض به أبناء اللحظة، لأنهم غير معنيين بسواها، فأبناء اللحظة، أو الذين بلا ماض، لا يوجد لديهم تاريخ يستندون إليه كأرث، ولا توجد لديهم ثوابت، تبوصل حركتهم بالأتجاه السليم.
بعبارة أدق وأكثر وضوحا، فإن العمل السياسي يجب أن تحكمه قيم نبيلة، ولكن كثير من المتصدين للعمل السياسي الآن، ومع كل الأسف بلا قيم؛ ومن لا قيم له، لا يمكن أن يكون مفيدا في حركة التاريخ.
كلام قبل السلام: هؤلاء وفقا لهذا الفهم ـ أحزابا وأفرادـ ليسوا إلا احزاب دكاكين، يرتادها مرتزقة باحثين عن لقمة عيش، في مكب نفايات السياسة!
سلام..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم العجرش
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/28



كتابة تعليق لموضوع : البحث عن لقمة عيش في مكب نفايات السياسة..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net