صفحة الكاتب : قاسم العجرش

لماذا تكتبنا الضغينة في دفاترها؟
قاسم العجرش

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الليلة الماضية كانت من بين أشقى لياليي، فقد أجلت الشروع بكتابة عمودي إلى آخر الليل، ولم يكن ذلك بإرادتي، بل لأني كنت أتابع الأخبار عما يدور في بلدي، كنت أتسقط خبرا من هذا المصدر أو ذاك، أدخل على مواقع النت، أفتش في النسخ الإلكترونية للصحف، ذهبت إلى مواقع الأحزاب المشاركة بالعملية السياسية، وتلك التي لم تشارك، أحزاب تشتم بعضها البعض بأقذع الشتائم، ولجت إلى مواقع الوزارات وصفحات السياسيين الألكترونية، كنت أبحث في الحقيقة عن بصيص أمل، أو ضوء في آخر النفق على وفق التعبير الذي دخل حياتنا بعد عام 2003!..ضوء داخل النفق..!

 أجهدت نفسي كثيرا وصل عدد فناجين القهوة إلى أربعة، بت أتجشأ سهرا ويقضه وتعبا، أبحث عن الضوء الذي قيل أنه في آخر النفق، لكني لم أجد النفق ذاته!

ليس ثمة نفق في ساحتنا على الإطلاق، فما بالك في ضوء في آخره..! لا نفق في حياتنا السياسية البتة، فيها سهوب ومفازات، وقفار وصحارى، بين الساسة حدود محاطة بالأسلاك المكهربة، وبين بعضهم الآخر جدران؛ أعلى من الجدار الذي يحيط بالسجون!..

 الليلة الماضية وبعد هذا الشقاء، حاولت أنْ أقرأ كتابا من كتب التاريخ حتى أنام! لكني أزددت يقظةً، فقد كنت أقرأ صفحات من هوامش إبن أبي الحديد على نهج البلاغة، ووقفت عند حجم الجريمة التي أقترفها "سيدنا" معاوية بن أبي سفيان بحق "سيدنا" علي بن أبي طالب..! أخذت أقلِبُ صفحات الكتاب، ثم توقفت عند صفحة بعينها، وفجأة، أصبح للصفحة أبعاد، وخطفتني إلى أعماقها المحفوفة بالمغامرة، جيشٌ من الأسئلة يدب بقوة كأنه عرضٌ عسكري أقيم في ساحة رأسي، ودوامات الكتاب تبتلعني، وتغوص بي إلى حيث أرى ما لا يُرى، السقوط كان طويلاً كحصة رياضياتٍ مملة، وقعت على أرضٍ ناعمة يشرئب عشبُها مثل كهرمان الجسد..

نهضت، أتحسس جسدي لأطمئن، فوجدت سيف الصحابي "بسر بن أرطأة يحز رؤوس صبيان آل عبد المطلب..!، لم أجد رأسي، ومع ذلك كنت أرى بشرا بيدهم سيوف وخناجر ورماح؛ يمرون جواري يركبون نواقا مطهمة.

 ناديت أحدهم: يا راكب الناقة، يا راكب الناقة..! رد علي: يا هذا ما أركبه ليس ناقة بل بعير..! لكني كنت أرى عورة الناقة..! عبروا فوق جسدي وأخترقت أخفاف نوقهم صدري، ولم ينتبه أي منهم لما يدوسون، فقد تعودوا أن يدوسوا شعوبا، فهل  يهمهم جسد رجل مريض؛ ليس له عدة إلا كتابة عمود في صحيفة...؟

كلام قبل السلام: أمضيت باقي ليلتي، بحثا عن إجابةٍ لسؤالٍ شديد البساطة: لماذا تكتبنا الضغينة في دفاترها؟ لماذا نكذب على أنفسنا...!

سلام.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم العجرش
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/10/01



كتابة تعليق لموضوع : لماذا تكتبنا الضغينة في دفاترها؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net