صفحة الكاتب : حسين الركابي

رسالة التظاهر هل قراها مقتدى الصدر.؟؟
حسين الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يبدو إن مقتدى الصدر قد قراء الرسالة الموجهة اليه؛  وفهم أبجدياتها بشكل وأضح وجلي،  بعد أن دعا أنصاره بمظاهرات كبيرة في يوم الجمعة 15 تموز الجاري،  من كل المحافظات العراقية بدون إستثناء،  وسميت هذه المظاهرات بالإصلاحية التي تريد إصلاح النظام السياسي؛  الذي هو مشارك به ب 6 وزارات و 40 نائب ووكالات خاصة وسفراء ومدراء عامون.  
حيث أصدرت خلية الإعلام الحربي عشية يوم الجمعة(  أي قبل إنطلاق المظاهرات ب 10 ساعات)،  توجيهات بعدم التظاهر وان المظاهرات غير مرخصة من الجهات الأمنية؛  وستتعامل الجهات الأمنية بحزم ضد من يحمل السلاح أو يخرج على القانون،  هذا البيان جاء كالصاعقة على التيار الصدري أولاً والتيارات المتحالفة على التظاهر؛  وبدأت تنسحب معظم التيارات تدريجياً،  وبعظمهم لم يخرج من بيته إطلاقاً.   
هذه التيارات التي ركبت الموجة منذ الوهلة الأولى للتظاهر،  وبدأت تكون لها حلفاء وتضرب عصفورين بحجر واحد؛  وتجعل السياسيين بالسياسيين وتخرج من بينهم سالمين،  مثل التيار المدني الذي يريد دولة علمانية؛  وسط عراق 90% مسلمين شيعه كانوا أم سنة؛  والتيار البعثي الذي يريد عودة قائد الضرورة،  والتيار الصرخي يريد أن يكون مرجع معترف به. 
جميع هذه التيارات أرادت أن تتحرك تحت رداء يتماشى مع الواقع السياسي والشعبي؛  وإستقلال حرية التظاهر وغضب الشارع من نقص الخدمات،  والمشاكل الإجتماعية التي خلفتها الحكومات المتعاقبة؛  ولذلك وجدو التيار الصدري أرض خصبة ينفذون ماربهم الخاصة،  حيث أنطرح هذا المشروع على مقتدى الصدر تحت راية الإصلاح،  ومحاربة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة؛  في ظل ظروف الدولة على حافة الإنهيار.  
إن مظاهرات الجمعة 15 تموز قد رفعت الغطاء عن الحلف التظاهري؛  من خلال إنسحابهم وزج التيار الصدري وحده بهذا المعترك الشائك؛  وجعله أمام إنتقاد معظم الكتل السياسية وفصائل الحشد المقدس،  الذي يخوض معارك شرسة مع عصابات داعش؛  وبين غضب الشعب البغدادي الذي أصبح كل جمعة حبيس البيوت،  نتيجة تشديد الأمن وقطع معظم الشوارع والأماكن العامة؛  والترفيهية والتواصل بين الأقارب والأصدقاء. 
مقتدى الصدر لم يكن بعيد عن هذه الرسالة الواضحة،  التي جعلته بهذا الموقف الذي لا يحسد عليه؛  حيث أوجل البرنامج إلى أكثر من ساعة ونصف،  وخرج غاضباً مرتبكاً لم يستوعب الصدمة بقلة الجمهور وإنسحاب حلفائه الداعين للإصلاح،  وقلت الوهج الإعلامي وكأنما خبراً مستهلك؛  وهذه العوامل جعلت مقتدى يفقد التركيز ويقدم الهتافات،  وينسى السلام والترحيب بالجمهور إلا أن همس في أذنه أحد مرافقيه بان يودي التحية.
مقتدى الصدر هل وضحت الرؤية لديك من هؤلاء الحلفاء البائسون.؟؟  مقتدى الصدر هل شخصت المصلح من المسيء في حكومة العبادي.؟؟  مقتدى الصدر هل أخذت هذا الأمر على محمل الجد،  وعدت حسابك مع هؤلاء.؟؟  مقتدى الصدر هل أتضح لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود.؟؟  مقتدى الصدر هل عدت بذاكرتك إلى أحداث النجف الذين هؤلاء انفسهم تخلوا عنك.؟؟  مقتدى الصدر لماذا تخاطر بتاريخ أل الصدر بهذه البساطة.؟؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/16



كتابة تعليق لموضوع : رسالة التظاهر هل قراها مقتدى الصدر.؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net