صفحة الكاتب : حسين الركابي

العراق بشارب الحرمة.!!
حسين الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أختلف كثيراً مع من يقول إن الأمثال تضرب ولا تقاس؛  ولا أعتقد بذلك إطلاقاً،  كون كلام العرب ينطلق عن مفاهيم ومدلولات وعن معرفة تامة،  وإطلاق الامثال لابد أن تكون عن حادث حدث أمامهم؛  وامراً قد وقع فتكون الامثال من صميم تلك الواقعة،  وبقيت تتناقل لنا عبر الأجيال حتى وصلت لنا بشكل مقلوب،  وهو إذ تحدث أحدنا قال"  الأمثال تضرب ولا تقاس".
خير دليل على ذلك نقل لنا التاريخ عن أمرأه جار عليها زوجها؛  فوقعت بحب رجل يدعا" سيد علي"،  أرادت أن تتخلص من جور زوجها وهذا الرجل يكون فارس أحلامها،  وتقضي ما تبقى من عمرها معه فطلبت الطلاق الخلعي من زوجها،  حتى تتحقق أحلامها وتتزوج" سيد علي"  بإتفاق الطرفين بعد الانفصال يتقدم لها ويتزوجها،  لكن من المؤسف بعد الطلاق بعدة أيام توفي" سيد علي"،  حتى قالت زميلتها المقربة لها(  لا حضت برجيلها ولا أخذت سيد علي).
وأيضاً حادثة أخرى جاءت أمرأه إلى إعرابي يرعى أبل؛  وتقول يا أخ العرب أنا بحماك والحرمة"  بشارب الخير"،  وعندما جاء بها إلى أهلها همست في أذن الإعرابي وقالت له،  تعطيني الإبل وإلا أقول أعتدى على شرفي،  فأضطر الإعرابي أن يحفظ ماء وجهه أمام القبيلة،  وقال أكرمتك هذه الإبل من أجل أن يحافظ على سمعته وكرامته،  فرد عليها بهمس وقال"  الخير بشارب الحرمة".!!
نحن كعراقيين لا نختلف كثيراً عن تلك المرأة الولهانة بحب عشيقها؛  حيث أرادة أمراً يسعدها فوقعت بخيبة أمل مدى الحياة،  كذلك نحن أردنا أن نتخلص من نظام دكتاتوري  ظالم،  جثم على صدورنا ما يقارب الأربع عقود،  فوقعنا بمشكله أكبر وأشد وطأة؛  حتى وصلنا إلى خيبت أمل بعد نتانة البرلمان،  وما تتفوه به دلالات السياسة،  وما يصدر من قرارات هي في وأد والشعب في وأد أخر.
كذلك المرأة التي جاءت وأخذت إبل الإعرابي؛  وقال لها"  الخير بشارب الحرمة".!!  حالنا اليوم بعد تصويت البرلمان على العفو العام،  وإقالة وزير الدفاع الذي كشف المفسدين والفاسدين والطائفيين،  بإرادة السارقات والمارقات تحت يافطة الإصلاح ومحاربة الفساد؛  متناسيات فسادهن وسرقاتهن ومعادلتهن السبعة في سبعة،  فالعراقيين اليوم أشبه بالإعرابي الذي أعطى إبله وهو الممنون إلى المرآه السارقة،  ولا يستطيع التفوه بسرقتها" ها نحن اليوم هكذا".

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/27



كتابة تعليق لموضوع : العراق بشارب الحرمة.!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net