صفحة الكاتب : رزاق عزيز مسلم الحسيني

تبّتْ يدا كلِّ الطغاة
رزاق عزيز مسلم الحسيني
أقْلِعْ عنِ الشّكوى مُنيبا تائبا  
واصرخْ لحقِّكَ في الطّغاةِ مُطالِبا  
قِفْ مُشْرئبّا شامخا متجبّرا  
إنْ كنتَ يوما للطغاةِ مُخاطبا  
واثْبتْ كنصلِ الرّمحِ راعَ مُسدّدا
واصرخْ كليثِ الغابِ فيهمْ غاضِبا
فلقدْ رأيْتُهُمُ أشدَّ عداوةً
وأخَسَّ منزلةً وأخْنى صاحِبا
مِثْلَ الذُّبابِ على الموائدِ حائما
أو كالبعوضِ على الدّماءِ تَكَالَبا
خُذْ ما ترومُ مِنَ الطُّغاةِ مُجالِدا
وَاسْحَقْ بِنَعْلِكَ ما رأيْتَ عقارِبا
لِمَنْ التشكّي والحياةُ كغابةٍ
قدْ سادَ فيها مَنْ أحدَّ مخالِبا
أُنبيكَ مَنْ أَضحى الذّليلُ بِدارٍهِ
مَنْ ظلَّ يخشى في الأُمورِ عواقِبا
ومَنِ ارْتَدَى طِمْرَ  الطّوى مُتهيّبا
أوْمَنْ بِدَيْرِ الصّمتِ أضحى راهِبا
مِضياعَ فُرصَتِهِ وكُلَّ لذاذةٍ
يَشقى ويلعَنُ ذي الحياةَ مُعاتِبا
أو مُؤْثِرا فيهِ السّلامةَ ضارِعا
ما دامَ فوقَ الجّسمِ رأسُهُ راكِبا
يَتَفَيّأُ الصّمتَ المُثبّطَ خِيفةً 
وَلَكَمْ أضاعَ العاجزونَ مَطَالِبا
أو مَنْ تآكَلَ عُمْرُهُ مُترقِّبا
عهدا جديدا واعِدا ومُواكِبا
قَلَبَتْ لهُ الأيّامُ ظَهْرَ مِجنّها
وَسَخَتْ على مَنْ كانَ خبّا كاذِبا
ما نالَ بُغيتَهُ فتىً مُتردِّدا
وَمَنِ اسْتخفَّ الخطْبَ باتَ الغالِبا
فاخْلَعْ رداءَ الخوفِ عَنْ جَسَدٍ بَدَا
مِنْ كَثْرَةِ الأوْصابِ شِلوا شاحِبا
فالخوفُ عَوْنُ الظّالمينَ على الورى
سَيْفٌ يُحقّقُ للطّغاةِ مآرِبا
وإذا تَفَشّى في قُلُوبٍ هَشَّةٍ
أَجْدَى عليها الدّهرَ همّا ناصِبا
ويَلُفُّها ليلُ الأسى بدُجُنّةٍ
وتظلُّ تشتملُ السماءُ غياهِبا
وتظلُّ تزدحِمُ الخطوبُ سحائِبا
تهمي عليهمْ كلَّ حينٍ حاصِبا
وَيَغَيبُ عنها الحقُّ في حَلَكِ الدُّجى
يُرْخِي عليهِ الارذلونَ سحائِبا
وستائرا وحواجزا وموانِعا
لِيبينَ فيها الحقُّ جَهْما قاطبا
حتّى ترى والقلبُ يعصرُهُ الأسى
جَمَّ المعايبِ في الدّنيءِ مناقِبا
ومن البليّةِ في حياتِكَ أنْ ترى
غُرَّ المحاسِنِ في الكريمِ مَثالِبا
بِئْسَتْ حياةُ القانعينَ بذُلّهم
الحاصدينَ منَ السُّكوتِ مصائِبا
والعاكفينَ على عبادةِ أرنبٍ 
خبٍّ ورعديدٍ يَنِزُّ مَعايبا
والناعبينَ مَعَ الغُرابِ تَمَلّقا
والصانعينَ منَ النفاقِ عَصَائِبا
والنائمينَ على نُعومةِ أرْقَطٍ
أخفى عَنِ الانظارِ سُمّا عاطِبا
والضارعينَ لِمُستبدٍّ جاهلٍ
مَلَأَ البلادَ أرامِلا ونوادِبا
فَارْبَأْ بنفسِكَ أَنْ تكونَ مُسخّرا
تَشقَى ويَجْني السّارقونَ رغائِبا
نَزَحُوا قَلِيبَكَ والدّلاءُ كثيرةٌ
حتّى اسْتحالَ اليومَ غورا ناضِبا
عارٌ عليكَ إذا تظلُّ على الطّوى
مستسمحا لصّا لمالِكَ ناهِبا
يا فارسا غَمَرَ القلوبَ محبّةً
وكذا العيونَ مهابةً وعجائِبا
كُنْ طامحا يبغي النجومَ مثابةً
أو ساعيا نحو السعادةِ جالبا
ومُحَلِّقا كالنّسرِ يرمُقُ منْ عَلٍ
لاباكيا يُشْقي المسامِعَ ناعِبا
كنْ سيّدا كالنّخلِ في غاباتهِ
والسيفِ في الهيجاءِ راعَ مَضَارِبا
يابلسمَ الوطنِ الجّريحِ وبرءَهُ
لاعِشْتَ يوما في ربوعِهِ غائِبا
أنتَ المُرجّى في الشدائدِ كلِّها
أنت المظفّرُ كيفَ ترجعُ خائِبا
أنتَ المليكُ فكيفُ تضرعُ سائِلا
أنتَ الغنيُّ فهلْ ستبقى حاطِبا
صُنْ كبرياءكَ لا ترقْهُ تشكّيا
لمن الحقولُ تفيضُ تِبْرا ذائِبا؟
وَإِلامَ نطوي الأرضَ نبغي مَأْمَنا؟
ومشرّدينَ مشارقا ومغارِبا
لِمَنِ السّلالُ الطافحاتُ أطايبا؟
والشّعبُ سِيءَ مطاعِما ومشارِبا
لِمَنْ الجنانُ الفيحُ مُثقلةُ الجنى؟
للسارقينَ وأنتَ تشكو ساغبا
لِمَنْ الجداولُ فاضَ عذبُ نميرِها؟
وتظلُّ من ظمإٍ تلظّى لاهبا
لِمَنْ القصورُ السامقاتُ من الخنى؟
وتعيشُ مُنفردا بكوخِكَ عازِبا
وطنٌ يفيضُ غنىً ويبقى شعبُهُ
يُلفي به بؤسا وكَدْحا لاغِبا
فَغِناهُ طولَ الدّهرِ ليسَ لأهْلِهِ
بلْ للطغاةِ ومنْ يكونُ مواربا
أيظلُّ هذا الخصبُ رهنَ عصابةٍ
وتلوذُ بالصّمتِ المُكبِّلِ هائِبا
فاللصُّ يَهْنأُ والعفيفُ بفاقةٍ
طاوٍ يصارعُ في الحياةِ مصاعِبا
شعبٌ يئِنُّ مِنَ الطّوى مُتململا
ورجالُهُ لمّا يؤدّوا الواجِبا
لاهينَ عنْ أَلَمِ الجّياعِ بأُنْسِهِمْ
وبما تكدّسَ يملؤونَ حقائِبا
تبّتْ يدا كلّْ الطغاةِ وظنِّهم
فاقوا الشّعوبَ مواهِبا ومراتِبا
البائعينَ دمَ الشّعوبِ رخيصةً
والمُشترينَ بها هوىً ومناصِبا
والمُهلكينَ شعوبَهم بمواقدٍ
حالتْ بها خضرُ المروجِ سباسِبا
والمُرتقينَ على جماجمِ خيرِهِمْ
جانينَ من ألمِ الشّعوبِ مكاسِبا
فاقْحَمْ فديتُكَ بابَ كلِّ مُلمّةٍ
واتركْ دويّا إثرَ برقِكَ صاخِبا
فمدائنُ التأريخِ أودى مجدُها
ولِكَثْرَةِ الغازينَ صرْنَ خرائِبا
مَنْ هادَنَ الأيّامَ ذلّ لخطبِها
والحرُّ من يبقى يقارعُ دائِبا
قُمْ واقْتَحِمْ نقْعَ الخُطوبِ بعزمةٍ
فالفذُّ مَنْ قَتَلَ الحياةَ تجارِبا
والحرُّ إنْ رامَ الحياةَ بعزّةٍ
لابدَّ أنْ يلقى الخطوبَ مُحارِبا
واثْبتْ لِمَدِّ العادياتِ كجلمدٍ
تتكسّرُ الامواجُ فوقَهُ ضارِبا
واتركْ فديتُك كلَّ وكْرٍ طافحٍ
سُحْتا عليهِ البارحاتُ نواعِبا

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رزاق عزيز مسلم الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/09



كتابة تعليق لموضوع : تبّتْ يدا كلِّ الطغاة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net