صفحة الكاتب : قاسم العجرش

مفهوم الـ (Critical point) بالسياسة العراقية..!
قاسم العجرش

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سنستفيد من الرياضيات؛ في تقديم نموذج للتفكير في قضية سياسية، وستذهب بنا ذاكرتنا المعرفية الى الدوال الرياضية، ونصل الى مفهوم الـ (Critical point)، أو (النقطة الحرجة) باللغة العربية،  وسنجد أن الـ (Critical point)، للدالة المعرفة على الفترة المفتوحة: هي النقطة التي تكون عندها الدالة غير قابلة للاشتقاق، أي (لا توجد مشتقة)، أو أن المشتقة عندها تساوي صفرا (تنعدم المشتقة).
هذه المقدمة ضرورية، للتوصل الى أن ثمة مسلمات لا يمكن القفز عليها، أو عدم أخذها في حسابات العقلاء، أو المنطقيين من اصحاب القرار
من بين هذه المسلمات؛ أنه كلما إزداد عدد الشركاء في إتخاذ القرار، تزداد صعوبات إتخاذه، وأن هناك نقطة حرجة (Critical point)، تمثل الحد الحرج للعدد المشارك في إتخاذ القرار، إذا تم تجاوزه؛ فإن القرار أما يخرج مائعا ضعيف القوام، أو ينطوي على إختلالات تجعل تطبيقه مستحيلا، وفي حالات كثيرة لا يمكن أتخاذ أي قرار!
أول أسباب صعوبات إتخاذ القرار أو إستحالة ذلك، هو أنه يتعين على من يطرح فكرة ما، أن يقوم بالتواصل مع عدد كبير من الشركاء، وهذا طبعا يتطلب وقتا؛ تتخلله أحاديث ومباحثات وإستطلاعات، وإستمزاج أراء، تُميع بالنهاية الفكرة، وفي أحيان كثيرة تحبطها.
ثانيها هو أنه يتعين على من لديه فكرة قرار ما، أن يلبي طموحات ورغائب ومطالب الشركاء، وأن يقدم أثمانا باهضة للوصول الى القرار، وحينما يجد أن الوصول الى القرار بات مكلفا، فإنه سيتخلى عنه، وبذلك ينعدم إتخاذ القرار، وهو ما أشرنا اليه في النموذج الرياضي الآنف.
تجربتنا في تشكيل عدد كبير من المجالس التمثيلية، إن في مجلس النواب أو في مجالس المحافظات، أو مجلس الوزراء، أو في مجالس الهيشات والمفوضيات المستقلة، أنطوت على ترهل كبير في إعداد أعضاء تلك التشكيلات، وهو ترهل تجاوز الحد الحرج، ولذلك فإن إتخاذ القرار على مختلف الصُعُد، بات صعبا أو مستحيلا في أحيان كثيرة.
إن نسبة التمثيل 1: 100000 متدنية جدا، ويتعين أن تزيد الى مستويات أعلى، مثلا كل 250000 أو أقل أو أكثر؛ يمثلهم عضو واحد، لتكون النتيجة خفضا لأعداد الأعضاء، كي يسهل إتخاذ القرار، وبما يخفف الأعباء الأدارية؛ ويؤطرها بأطر معقولة، بدلا من التسيب الكبير الناتج عن ضخامة أعداد الأعضاء.
إن خفض أعداد من أشرنا اليهم، يمكن أن يعالج الإستنزاف المالي، الذي تشكله رواتب ومخصصات، ونفقات إدارة وتشغيل وخدمة وإمتيازات، وتقاعد هذا الكم الهائل من الأعضاء، وهو كما هو معروف إستنزاف فاق المعقول والمقبول، وجعل المواطنين يرون أن ديمقراطيتنا ذات كلفة مالية عالية، لا سيما وأن كثير من الأعضاء ليسوا منتجين، أو فاعلين على أقل تقدير.
كلام قبل السلام: إن عدم تجاوز الـ (Critical point)، سيُرشِد العملية الديمقراطية الى مستويات منطقية، تجعلها عملية خادمة لا مخدومة، وقابلة للتفاعل، وتحد من مستويات الخلافات والأستقطابات السياسية، التي أوصلتنا الى ما وصلنا اليه اليوم..!
سلام..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم العجرش
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/16



كتابة تعليق لموضوع : مفهوم الـ (Critical point) بالسياسة العراقية..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net