صفحة الكاتب : رزاق عزيز مسلم الحسيني

عزيزُ القومِ في المنفى ذليلُ
رزاق عزيز مسلم الحسيني

 لقد طالَ المُقامُ متى الرحيلُ

لأرضِ الرافدينِ ألا قفولُ؟
 
عجيبٌ أنْ يطولَ بكَ التنائي
وأنتَ لأهلكَ البرُّ الوصولُ !!!     
 
يُعاتبني الفؤادُ وقدْ تلظّى
أأقصرُ في الشكايةِ أمْ أطيلُ؟
 
إلاما أشتكي بثّي وشوقي
ويُدميني الفراقُ وقد يطولُ؟
 
فقل للناصحين على بقائي
بعيدا إننّي صبٌّ عليلُ
 
يرقُّ الحاسدون عليَّ حتّى
بكاني بدمعهِ الواشي العذولُ  
 
فقلْ للناصحينَ بلا ودادٍ 
متى أسدى نصيحتَهُ العذولُ؟
 
أيحسدني الأنامُ على اغترابي؟
عزيزُ القومِ في المنفى ذليلُ
 
لقد أنفقتَ عمركَ في المنافي
وليسَ لعمركَ الماضي بديلُ؟
 
أطلتَ المكثَ كالمأسورِ حتّى
بكاكَ الأهلُ والتاعَ الخليلُ
 
أطلتَ المكثَ والأضلاعُ ضجّتْ
منَ الأشواقِ واشتدَّ الغليلُ
 
تخطُّ دموعكَ الحرّى قصيداَ
على الأوطانِ من ألمٍ تسيلُ
 
أترجو أنْ تسالمكَ الليالي
وشيمتُها الإساءةُ والغلولُ؟
 
صبرتَ على الفراقِ المرِّ دهراً
ولا أملٌ يلوحُ ولا دليلُ
 
ذوى غصنُ الشبابِ بهِ التياعاً
وأخفى حُسنَ رونقهِ الذبولُ 
 
سأصبرُ لو يطاوعُني اصطباري
ولكنْ صبرَ منْ يهوى قليلُ
 
لوِ الفردوسُ أضحتْ لي مُقاماً
سأبقى للعراقِ هوىً أميلُ
 
ومهما عنهُ تُبعدنا الليالي
فلسنا عنْ محبّتهِ نحولُ
 
أنطلبُ خارجَ الاوطانِ مأوى
ويرتعُ في جنائنِها الدخيلُ
 
فتلكَ مُصيبةٌ كبرى لعمري
وخطبٌ يا بني وطني جليلُ
 
أطلنا في العتابِ ولا سميعٌ
لشكوانا ولا بانتْ حلولُ
 
يقولُ المشفقونَ على حياتي
مكانكَ ما الى وطنٍ سبيلُ
 
فموطنُكَ الجميلُ غدا خراباً
بهِ الإرهابُ مسعوراً يصولُ
 
ذئابٌ ليسَ تُشبعها الضحايا
تعيثُ بهِ كما عاثَ المغولُ
 
وشعبُكَ ثارتْ الأضغانُ فيهِ
وهيجتْ من مكامنِها الذحولُ
 
يُقتّلُ بعضُهم بعضاً سفاهاً
يحركّهمْ كما شاءَ العميلُ
 
يعيشُ اليومَ في أهوالِ حربٍ
ضروسٍ لن يُكونَ لها مثيلُ
 
قدِ امتلأتْ شوارعُهُ ضحايا
وليلُهُ مرعبٌ داجٍ ثقيلُ
 
ووادي الرافدينِ بلا رواءٍ
بهِ ظمأى النوارسُ والنخيلُ
 
أضاعَ الظالمون عظيمَ مجدٍ
أثيلٍ إثرُهُ قد ضاعَ جيلُ
 
لقد أدمتْ مناظرُهُ فؤادي
كما حارَ اللسانُ بما يقولُ
 
لأربابِ المفاسدِ والفتاوى
وقد أصخى لفتواهم جهولُ
 
لِحاهُمْ عشّشَ الشيطانُ فيها
وخلفَ وجوهِهم قد بانَ غولُ
 
بني اللخناءِ صنّاعِ المآسي
لكم في ارضنا رعبٌ مهولُ
 
أتتكم خيلُنا كالبرقِ تعدو
لها في كلِّ ملحمةٍ صهيلُ
 
أسودٌ فوقها تحدو المنايا
إذا التحمتْ لدى الهيجا النصولُ
 
ولن يبقى من الاعداءِ إلا
جريحٌ أو أسيرٌ أوقتيلُ
 
وما الإسلامُ إلا دينُ حبٍّ
لكلِّ الناسِ قد بُعثَ الرسولُ
 
فداعي اللهِ يدعو الى سلامٍ
وأمنٍ لا الى حربٍ تغولُ
 
كأنَّ الأرضَ تعرفُ منْ عليها
فتغدقُ بالعطاءِ إذا تُنيلُ
 
علينا الأرضُ حانقةٌ وغضبى
لذا بالشوكِ تمتليءُ الحقولُ
 
وما أضحى الجمالُ لنا قياساً
لكي يبدو بموطنِنا جميلُ
 
كذا الشعراءُ فيهِ اليومَ تهذي
هراءً ليسَ تعلمُ ما تقولُ
 
وأقفرتِ الرياضُ منَ الأغاني
فلا شدوٌ جميلٌ أو هديلُ
 
غدتْ غاباتُهُ الخضراءُ قفراً
فقد أودى محاسنَها المحولُ
 
ترقّى منبرَ الشعراءِ فدمٌ
وغابتْ عنْ محافلِها الفحولُ
 
كمثلِ القشِّ فوقَ الماءِ يطفو  
ويرسبُ تحتَهُ الذّهبُ الأصيلُ
 
ستحترقُ البلادُ إذا رضينا
بحبلِ الجهلِ تنقادُ العقولُ
 
ترقّبْ مطلعَ الفجرِ المُعنّى
فليلُ الظالمينَ غداً يزولُ

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رزاق عزيز مسلم الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/28



كتابة تعليق لموضوع : عزيزُ القومِ في المنفى ذليلُ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net