صفحة الكاتب : قاسم العجرش

إنتهاء تجربة سياسية..!
قاسم العجرش

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أكثر من عقد من الزمن الرديء، ونحن نجتر قيئا من المفردات المملة، مثل العملية السياسية والحراك السياسي، والأزمة السياسية واللقاءات السياسية، فهي مفردات باتت ثقيلة حتى علينا نحن الإعلاميين، الذين يفترض تفاعلنا معها، ليس بسبب التكرار فقط، ولكن بسبب لاجدوى مصاديق هذه المفردات.
على سبيل التوصيف لا التخصيص، فأن كثير من النخب السياسية؛ وعلى الرغم من إفتراض أنها صانعة للحدث، وليست مستقبلة أو متفاعلة مثنا، فإنها تتصرف كما يبدو خارج سياقات المنطق، بل والعقل في أغلب الأحيان، وهي بالحقيقة لا تعي مسؤوليتها في اللحظة التاريخية الراهنة، ولا تتصرف وفقا لذلك، وهذا يعني بالنتيجة انها تعمل على انهيار للعملية السياسية، وهذا ما يجري الآن بالضبط!
إذ ومع أنه يفترض بقوى عديدة؛ مشاركة بالعملية السياسية، أخذ ما تقدم في إعتباراتها، إلا أنها تغاضت عن ذلك أما عمدا وتجاهلا، وأما تجاوزا وإستخفافا، فالرأي العام يخشى الانهيار، لأن البديل عن استمرارالعملية السياسية، هو العودة الى أجواء التوتر الساخنة، ثم الطوفان الذي سيغرق البلاد في دوامة لن تكون نزهة، لكن يبدو ان بعض أطراف العملية السياسية لا تدرك ذلك.
لذلك وبلا مقدمات تنظيرية، ولأن الأمور وصلت حدا لا يلبس عليه ثوب، فهي تسير من سيء إلى أسوأ، فإن هناك حاجة متزايدة، لأن نجد أذاناً صاغية، مركبة على رؤوس تحمل عقولاً صافية، ونيات بيضاء بدلا من العقول المعبأة بالحقد بعضها على بعض، وأن تسمع هذه الآذان، دعوات مراجعة الذات قبل نقد الآخر.
كي نتأكد ان ساستنا يحملون في رؤوسهم عقولا، يتعين عليهم؛ أن يعملوا على أن يتراجع الشد والشحن العدائي، وأن يعي المتناكفين سياسيا منهم، أن ثمة شيء أسمه العيب، يفرض عليهم أن لا يذهبوا في عدائهم بعيدا، فالنبلاء لا يفعلون ما يفعله أبطال التصريحات النارية، الذين لا يعون أن ما تقذه أوفاههم، سيجد صداه فورا في الشارع المعبأ بالأختلاف أصلا.
في أزمتنا الراهنة؛ لا نطلب منهم الإصلاح السياسي العام، ولا كهرباء ولا مستشفيات؛ نجد فيها علاجا لكل أمراضنا ومنها الأمراض السياسية، كل هذا لا نطلبه؛ على قاعدة تقديم الأهم على المهم، بل نطلب وقف كل تصرف عدائي، وهذا مطلب فوري يتعين عليهم القبول به فورا، لأن التصريحات السياسية والتصريحات المضادة، ما عادت تغير من الواقع شيئا، بل تزده سقوطا الى الهاوية.
 كلام قبل السلام: أذا كانوا راغبين جميعا بلا أستثناء، البقاء كلاعبين سياسيين، يتعين عليهم العمل على تمهيد أرض الملعب لمباراة جديدة، وأول ما نحتاج اليه كبح التوتر بأدنى ما هو متاح.، لأن التجربة القديمة ما عادت تجدي نفعا..!
سلام...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم العجرش
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/17



كتابة تعليق لموضوع : إنتهاء تجربة سياسية..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net