حينما تتجول بين المواقع التابعة لاي حزب من الاحزاب الدينية او العلمانية ترى العجب العجاب من المديح الممجوج والمعسول للشخصية الفذة وحيد زمانه ( وليس وحيد القرن ) والبطل الهمام والذي سيجرد سيفه ليخلص الشعب مما يمر به من ويلات اقتصادية وامنية وكانه لايسمع ولا يرى مايحدث خلفه مباشرة من سرقات من مدير مكتبه وحمايته الى من يتبعه ويمثله فعادت بي الذاكرة الى حقبة ليست ببعيدة عن التاريخ وكيف كان يصفق الجميع للبطل الهمام الفذ القائد الضرورة وكيف تمت صناعته بالنفاق المعسول للمحيطين به فهو لايخطأ ابدأ ومن يعارضه فهو اما في قعر دجلة للاسماك او مغيب بطامورات السجن .
تروي لنا حكايات التأريخ أن أحد القياصرة الرومان ، كان يعامله الناس كنصف آله ، فما كان من مجلس الشيوخ سوى اختيار شخص يرافقه كظله ، ولا يفارقه على الإطلاق ، وتكون له مهمة واحدة ، هي أن يقترب من وراء القيصر، كلما نافقه أحد، ثم يهمس في أذنه ويقول: «تذكر أنك بشر».
نجحت الحيلة فعلاً، وكان القيصر كلما واجه الناس، وراحوا يهتفون بحياته ، اقترب الرجل منه ، في هدوء، وتسلل من وراء ظهره، دون أن يلحظه أحد، وهمس في أذنه: «تذكر أنك بشر»! وكان القيصر يفيق على الفور، ويعود إليه وعيه، ويتذكر فعلاً أنه من طينة الناس! ثم يتصرف على هذا الأساس.
فمتى يعترف مسؤولي كتلنا الاعزاء انهم بشر ومتى نجد من يهمس في اذانهم انهم بشر وليسوا الهة كما تصوروا نتيجة نفاق البعض وتصفيق الهمج الرعاع ممن يتبعهم لا لشيء الا للحصول على المغانم وبعض المديح من رؤسائهم فالنفاق الممجوج والمبالغ به يتحول احيانا الى مسخرة كما حدث مع احد الشخصيات حينما هتف له بعض مريديه فاطلق صرخته المدوية بوجههم ( جهلة جهلة جهلة ) .
هذا النفاق ( المسخرة ) قللت من شان مقام المحكوم والحاكم للحزب والكتلة وذكرني موقفهم وكتابتهم بمسرحية عادل امام الزعيم حينما دخل الوزراء على الزعيم فما كان منه الا ان صرخ بهم فخرجوا بدون ملابس في مشهد يكاد يحدث عندنا في العراق يوميا .
فيا احبائنا الصحفين كفى نفخا بالزعماء في مواقعهم فقد وصلوا الى مرحلة الانتفاخ العنقودي المتصاعد الذي سيؤدي الى انفجارهم وبذلك سيدمرونكم اولا وسنضحك نحن كثيرا فلا عزاء للمنافقين
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat