صفحة الكاتب : كرار حسن

الواقع والأمل
كرار حسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 العالم يتقدم بسرعة فائقة نحو الرقي الاجتماعي والحضاري وهو يخطو خطوات جبارة في المجالات التي تحقق ذلك التقدم في الاقتصاد والسياسة والاجتماع وغيرها من مجالات الحياة ؛ معتمدا بذلك على تراكم الخبرات الطويل والرصيد المعرفي الهائل والذين بدورهما قد تكونا من التجارب التي مرت بها الإنسانية على مر العصور والأزمان بصحيحها وسقيمها الناجحة منها والفاشلة ؛ فتأخذ الصحيح والناجح وتطوره وتغنيه وتثريه بمزيد من عناصر القوة وأسباب النجاح ؛ وتأخذ الدروس والعبر من تلك التي فشلت وتدرس أسباب فشلها واضمحلالها حتى لا تعود وتسلك طريق الفشل مرة أخرى . أما نحن وعلى أحسن تقدير، فإن خطواتنا بطيئة ثقيلة غاية البطء والثقل؛ لم نحسن إدارة شؤوننا ولم نستثمر حالات النجاح عندنا وعند غيرنا؛ بل بقينا نجتر حالات فشلنا وإخفاقنا ونحاول إعادة صياغتها وتقويمها مرة بعد أخرى وفي كل مرة نرتد إلى نقطة البداية التي لم يعد لها نهاية؛ وهكذا ضللنا الطريق وبقينا نراوح في مكاننا وندور في حلقات مفرغة إلا من إخفاقات وعراقيل وعثرات وأباطيل..ننظر إلى ذلك العالم (المتقدم ) نظرة الذليل المستكين لعله يبادلنا بنظرة لطف ويمد لنا يد العطف ؛ فينتشلنا من غرقنا ويخلصنا من ماساتنا ؛ لكن الطريق بيننا طويل والمسافة تتسع كل يوم وما عادوا يفهموننا ولا نحن نفهمهم ؛ أو ربما هم يشتركون معنا في شيء قد يكون وحيدا وهو (اللاانسانية) في التعامل مع الإنسان الآخر ومن هذا الشيء المشترك (الوحيد) فيما بيننا فقد نكون نحن أحد حقول تجاربهم تلك التي يستقون منها ما ينفعهم ويلفظون منها ما يضرهم ؛وبذلك نكون إحدى  ركائز حضارتهم التي كلما تضخم حجمها وزاد وزنها كلما أوغلت في طمر ركائزها في أعماق الأرض حتى لم يعد الناظر ليرى سوى ذلك البناء الشاهق العملاق القائم على الركائز المطمورة المدفونة!! وعلى الرغم من ذلك كله فإننا ما زلنا نملك الكثير من أسباب النهوض من رقدتنا هذه وما زال الأمل يحدونا في أن يضع (المعنيون بالأمر) الشروط اللازمة للانطلاق وأن يهيئوا الأرضية المناسبة وأن يعيدوا النظر بخططهم إن كانت هناك خطط ! إن الذين هبوا للدفاع عن وطنهم ودينهم ومقدساتهم وشرفهم وكرامتهم من الشباب والشيوخ وحتى النساء اللائي خرجن للمؤازرة والمساندة اثر سقوط مدينة الموصل بيد هذه الطغمة الخارجية المسماة بـ(داعش) الفاسدة المفسدة وبعد فتوى الجهاد الكفائي المقدس التي أطلقتها المرجعية الرشيدة ما هي إلا بارقة أمل كبيرة وضاءة تدل وتؤكد أن هذا الشعب الذي أنجب هؤلاء الرجال الشجعان الكرماء والأحرار المستعدين للتضحية بأنفسهم وهي أغلى ما يملكون فالجود بالنفس أقصى غاية الجود ..لهو شعب جدير بأن يحضى بقيادة حكيمة شجاعة تأخذ بيده إلى حيث الطمأنينة والأمان وبعيدا عن مساوئ الحرمان والخذلان ؛ قيادة حرة أمينة واثقة ومؤمنة بشعبها ووطنها وعليمة بمواطن الضعف والخلل ومكامن القوة والأمل؛ وتحسن اقتناص الفرص وخبيرة بإدارة أوقات السلم والوئام وإدارة حالات الصراع والصدام ؛ وليست جاهلة وفاشلة ؛ولا حائرة ؛ ولا خائفة ؛ولا مترددة ولا مهزومة ولا ولا ...؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كرار حسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/19



كتابة تعليق لموضوع : الواقع والأمل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net