البعث والاحزاب الاسلامية..
كرار حسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اكبر خطيئة ارتكبتها الاحزاب والكيانات السياسية(الاسلامية) التي تحكم او تشارك بالحكم اليوم بحق نفسها والمنتمين لها ، هي انها جعلت الناس يقارنون بينها وبين حزب البعث المقبور ، بسبب فسادها وجهلها وانانيتها ... ، وهي بحق من الخطايا التي تستحق عليها العقاب اشد عقاب ، لانها لطخت صورة الاسلام الناصعة ، واساءت لشهدائها ورموزها ، فضلا عن إساءتها للقيم والمبادئ التي قامت عليها تلك الاحزاب ،
إنما خصصت الاحزاب الاسلامية ؟ لأنها ببساطة هي التي تتسيد الموقف وتتصدر المشهد السياسي اليوم ، ولا يعني ذلك ان الاحزاب العلمانية نزيهة وبريئة ، بل على العكس فقد تكون تلك الكيانات \"العلمانية\" اكثر جرما وفسادا من غيرها! لكنها ليست في واجهة الاحداث ، ولأنها كذلك لاتنطلق من نفس التعاليم والمبادئ التي بنيت عليها نظيراتها \"الاسلامية\" وبالتالي لاتحمل رسالتها.
لكن الغريب ان هذه الاحزاب بكوادرها وقيادييها وهي ترى نفسها تسير نحو الهاوية من حيث السمعة والشعبية ، لازالت على نفس نهجها ، ولم تعترف باخطائها ، فتعتذر لجمهورها وشعبها ، ولم تحاول على الاقل ان تصحح من مسارها ، او تعيد صياغة افكارها ورؤاها، ان كانت لديها افكار ورؤى!! او تستبدل تلك الوجوه الكالحة التي استأثرت بالمكاسب والمغانم ، على مدى الاعوام الماضية ، بل بقيت تدور حول نفسها ، وتبرر خطاياها بكل صلافة وتكبر.
صحيح ان بعض الذين يقارنون بين الاسلاميين والبعثيين لديهم مآرب مشبوهة وحسابات مغرضة ، وقد يكونوا هم انفسهم بعثيون!! وصحيح ايضا ان هناك شخصيات نزيهة ومحترمة لازالت تعمل ضمن الاطار الاسلامي ، غير ان هذه الشخصيات ما عادت مؤثرة في واقعها ، ولا احد يستمع لها ، وإذا ما أرادت ان تغير من الاوضاع شيء فعليها ان تعمل من الداخل (داخل الاحزاب) وأن تستثمر نفوذها وتأثيرها لأحداث التغيير المطلوب ، او ان تنسلخ منها وتعلن برائتها على الملء ، وإلا فهي تجني على نفسها ، ولن تقوم لها قائمة بعد الان ولتتحمل وزر اعمالها.