صفحة الكاتب : د . حميد مسلم الطرفي

الجنسية المزدوجة
د . حميد مسلم الطرفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 
أصل الأفعال أفكار والكتابة فعل تسبقه فكرة وقد تتزاحم الافكار لتختار من بينها ما تكتب وكان كذلك قبل كتابة هذا الموضوع تساءلت في نفسي ما يدريك لو أنك اكتسبت الجنسية الامريكية أو البريطانية بعد عناء ورأيت من تلك البلاد ما رأوه أولئك السياسيون ربما لا تدعو إلى إسقاط الجنسية أو مغادرة مناصبهم وربما أثرت في نفسك الكثير من التبريرات والتفسيرات وربما جعلت من نفسك رئيساً للمحكمة الاتحادية العليا وفسرت نصوص الدستور بل نوايا مشرعي الدستور وخلصت بنتيجة تسخف هذه المادة وتحط من قدرها وخرجت على التلفاز ساخراً وما علاقة الجنسية المزدوجة بالاخلاص للوطن الحبيب وما علاقة الجنسية بمشاكل العراق الكبيرة وهل عالجنا واحدة منها حتى نلتفت الى ازدواج الجنسية وتبتسم معها وتعد القضية مزحة خفيفة وتلوك الامر وتشرب عليه عصيراً طازجاً من برتقال ديالى أو كربلاء تشجيعاً منك لبساتين العراق وحنيناً الى تربته لست أدري وأدعو ان لا يبتليني الله ببلاء  الجنسية المزدوجة فأفشل فيه ولكن ما أنا متيقن منه أني أخجل من نفسي عندما أتبوأ منصباً سيادياً في الدولة التي ولدت وترعرعت فيها واكتسبت جنسيتها ويطالبني دستورها بالتخلي عن جنسية وطن آخر إضطرتني الظروف للحصول على جنسيته فأصر على التمسك بها وكأنها حبل الله المتين وصراطه المستقيم . وطن قلدني شعبه أمانة المسؤولية أو تقلدت فيه هذه الأمانة بجدي واجتهادي ألا يستحق مني أن أضحي بجنسني المكتسبة من أجله . ألا يستحق مني أن أواسي ملايينه إن حل عليه العذاب أو الفقر أو الخوف أو القتل أو التشريد ؟ ألا أستحي أن تسرح  نفسي في الحسابات البعيدة  فتوفر لها ملجأً اذا انقلب الحال وزال النظام وانا القائد ولا أحسب الى أين يفر الاتباع ؟ ألا أستحي كيف أدعو الناس لتطبيق القانون أو النظام أو التعليمات وأنا أخالف الدستور ؟ ثم ما هو سر هذه الجنسية التي ارفض التخلي عنها ؟ اضطهدني النظام السابق وحصلت على البريطانية ويحصل انقلاب فافر اليها مرة أخرى  واتجنس بجنسيتها وإن كانت القوانين البريطانية تمنع التجنس مرتين فأفر إلى  السويد او النرويج   ، واذا منعتني كل تلك الدول فما الضير في الاقامة واللجوء الانساني ؟ وإن لم يحصل كل ذلك فلألقى الله بدمي . هل الدافع هو المال فلدينا حسابات  بنكية أو عقارات أو أسهم فتلك الدول تعطي التسهيلات للأجانب أكثر من المواطنين ، هل لا زلنا نتقاضى إعانات بطالة أو لجوء ونحن نتبوأ مناصب سيادية نتقاضى عليها رواتب ضخمة فذلك فساد مالي يحاسب عليه العراق وتلك الدولة معاً أم إن تلك الدول مكاناً آمناً نودع في بنوكها ما نتقاضاه من رواتب وامتيازات مالية في العراق  ؟ لست أدري يراودني الشك في بعض الاحيان أن السبب هو أن هؤلاء الزعماء ليس لديهم يقين ان نظامهم السياسي سيدوم حتى عام وتلك مصيبة أن يعيش القائد الهزيمة في نفسه فكيف يزرع الامل في اتباعه ؟  ألهذا الحد لا يستحق العراق أن يضحي أحد بجنسيته الثانية لأجله ؟ ألهذا الحد لا يستحق العراق وأرض العراق وشهداء العراق ومضحو  العراق أن يضحي قادته من أجله ولو بإسقاط الجنسية المكتسبة ( العارية ) ؟  بعد كل هذه التساؤلات ستجدون التبرير حاضراً ، المادة (١٨)رابعاً من الدستور  : يجوز تعدد الجنسية للعراقي وعلى من يتولى منصباً سيادياً أو أمنياً رفيعاً التخلي عن اية جنسية أخرى مكتسبة ، وينظم ذلك بقانون . وهذا هو التبرير وينظم ذلك بقانون ربما يصدر القانون ولا يعتبر رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء او الوزراء او اعضاء مجلس النواب من المناصب الرفيعة  !!! ونستشير المحكمة الاتحادية ما معنى كلمة رفيعة يا سيادة المحكمة ؟ وتدرس المحكمة الموقرة معاجم اللغة ونية المشرع وسياق النص لتفتيتا مأجورة أنها لا تشمل اولئك بل تشمل العمال والفلاحين من أبناء الوطن المنكوب !!! وحتى ذلك الحين فمن استطاع من المناصب الرفيعة أن يحتفظ بثلاث جنسيات فليفعل ، وآسف جداً من القارئ الكريم وذوقه الرفيع أن استخدم المثل الشعبي المعروف ( حطي ايدچ على اثنين بنتي الطمع زين ... والثالث احچي وياه بالچ تفلسين ) .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حميد مسلم الطرفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/03



كتابة تعليق لموضوع : الجنسية المزدوجة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net