التحالف الرباعي خيارٌ من خيارين
د . حميد مسلم الطرفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مستجدات كثيرة حصلت في الاسابيع القليلة الماضية البعض يرى فيها آفاق أمل وبوادر حل لأزمة العراق وسوريا وربما اليمن في حين يراها آخرون أنها بداية لدخول نفق مظلم جديد . التحرك الميداني الروسي في سوريا وما أتبعه من تشكيل غرفة عمليات رباعية تضم كلاً من سوريا والعراق وايران وروسيا لمواجهة الحركات الارهابية وعلى رأسها داعش الى ماذا يشير ؟ هل نفد صبر روسيا على ما يجري في المنطقة وأدركت ان هذه الحركات تمهد لزعزعة استقرارها هي أي روسيا فقررت المواجهة والحسم بنفسها ؟ هل شعرت روسيا بان الاتفاق النووي بين ايران والدول الست سيتبعه انتقال ايران الى محور الغرب ولو بالقوة الناعمة فاستبقت الامور لبناء محور ( المقاومة ) بشكل أفضل لتقنع ايران في ابقاء نزاعها مع ( الشيطان الاكبر) ؟ هل تريد روسيا أن تحرج أمريكا في تحالفها الدولي لمحاربة الارهاب والذي زاد من قوة وشراسة التنظيم وليس العكس لتقول لها هكذا تكون محاربة الارهاب وليس كما تدعين ؟ هل الخطوة الروسية تمت بالتفاهم مع أمريكا أم إنها فرضت عليها فرضاً ؟ بماذا نفسر ردة الفعل الباردة من أمريكا تجاه التحرك الروسي هل هو بسبب إدارة اوباما الضعيفة وعدم رغبته في المواجهة أم إنه لتوريط روسيا وإيران في مستنقعي سوريا والعراق واستنزافهما كما فعلت أمريكا مع الاتحاد السوفيتي إبان غزوه لأفغانستان عام (1980م - 1989) أو كما تلقت هي (أمريكا) إبان غزوها لذات البلد (2001-حتى الان) وغزوها للعراق (2003-2011) والذي قال عنه اوباما في آخر تصريح له (أن بلاده تعلمت درساً صعباً في العراق ) ؟ أسئلة كثيرة وعلى العراق أن ينظر ملياً في إجابة هذه الاسئلة قبل أن يختار المحور الذي يسلكه فلم يعد القرار المستقل والابتعاد عن سياسة المحاور أمراً ذا فائدة فنحن بلد يحتل ثلثه الارهاب ولا نملك مصنعاً لعتاد كلاشنكوف نحن لسنا النمسا او السويد لتختار الحياد وتجنب اثارة الغير لابد لنا من سند يثق بنا ونثق به ويدعمنا وندعمه لمواصلة الحرب التي هي دفاع عن وجودنا وليس هجوماً على أحد . حان الوقت لمعرفة واختبار نوايا أمريكا هل هي معنا ام ضدنا ؟ وهل جاءت لتدير توازن القوى بين داعش والحكومة العراقية أم لطرد داعش من ارضنا والقضاء عليه ؟ وحان الوقت أن نقول للروس وللايرانيين ماذا سيقدمون لنا وبماذا سيمدوننا وهل سيبقون معنا إلى آخر المعركة ؟ إن مسك العصا من المنتصف لا يحسم الحرب فبيجي والفلوجة مثالان على ان السياسة باتت أقوى من العسكر فالقرار العسكري لدخول الفلوجة صدر منذ عيد الفطر الفائت وما أخره هو القرار السياسي .
وعلى العراق أن يدرك أن استنزافه بهذه الطريقة من الحرب هو أسوأ الخيارات .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . حميد مسلم الطرفي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat