صفحة الكاتب : حسين الركابي

الهجرة إلى أحضان الغانيات
حسين الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ربما تأخرت وطراً على أن أكتب عن هجرة الشباب؛  إلى أوربا من المنطقة العربية لا سيما من العراق وسوريا،  وهذه الهجرة بهذه الطريقة المخيفة التي وفرت لهم كافة التسهيلات،  وفتحت لهم الحدود وتباكى عليهم رؤساء الدول؛  الضالعة بالتدخل السافر بشؤون البلدان العربية،  ومتهمة بتصدير الإرهاب للمنطقة وجعلها ساحة للصراعات الدولية والإقليمية،  وتصفيت الحسابات مع بعض الدول في المنطقة.  
العراق يعد في مقدمة دول العالم بأن شعبه شعباً شبابياً،  نتيجة الحروب التي مر بها والمشاكل السياسية والإقتصادية،  ومشاكل عشائرية وقبلية؛  ولا شك تقع كل هذه الأمور على الفئة العمرية الأولى،  وهي بدورها تكون المتصدية للأحداث التي يتعرض لها البلد من الخارج،  وتتحمل المشاكل الداخلية والأخطاء السياسية؛  وجور الحكام الدكتاتورية التي صب جام غضبها على هؤلاء.  
البلد الذي يكون شعبة أغلبية شبابية يعد من الدول المتقدمة والمتجددة؛  وفي مقدمة البلدان التي تمتاز بالعلوم الحديثة والتكنولوجيا،  وعولمة الشبكات العنكبوتية كونها ترتكز على طاقات شابة،  وعقول قد ترتقي بالعلم والمعرفة وتنسجم مع التقدم الثقافي والسياسي والإقتصادي؛  والتطور العمراني بعقول متجدده ومنفتحة للمستقبل،  لا سيما وان الشباب هم ثروة البلد بحد ذاتها.  
الدول الأوربية التي غادرها شبح الحروب منذ أمد بعيد؛  وفي مقدمتهم بريطانيا تعاني من شيخوخة شعبها وهرم عقولها،  لا سيما وان هناك إستبيان للمنظمات المعنية بهذا الشأن،  إن الصين وأروبا في العقود المقبلة وبعد تحديد النسل تصبح كأرض جرداء؛  لا تقوى على تسيير شؤونها الداخلية ولا تتقدم على كافة الاصعدة،   فلذلك أدركوا هذه المشكلة الكبيرة التي تهدد مستقبل أوربا مستقبلاً.  
فتحت الأبواب الأوربية للشباب العربي الغاضب،  وفي مقدمتهم السوريين والعراقيين الذين إشتعلت بلدانهم بالطائفية؛  والحروب العشوائية وإستقطاب العقول،  التي لم تجد لها مساحة كافية لتعبر عما تريد،  حيث أصبحت المساحة الأوربية محط رحالهم التي شربت ميركل"  كاس النبيذ وأسكبت دموع الفرح"  على نجاح مشروعها الذي أعدت له منذ عقود،  لتصبح ميركل سيدة نساء العالم عند"  العربان".  
إن اليد التي أدخلت"  العربان"  في صراع داخلي؛  وجعلت بلداننا لتصفية الحسابات الدولية والإقليمية،  هي نفسها التي هجرت الشباب تحت لافتة إحترام الإنسان وإسترداد الحقوق؛  وإغرائهم بمصطلح الحرية وحقوق الإنسان،  وفتح لهم أبوب الغانيات وعاهرات أوربا؛  تحت مفهوم إن هؤلاء يعانون من حالات نفسية،  نتيجة الأحداث الإرهابية الجارية في بلدانهم،  وبذلك أصبحت أوربا تعطي بيد وتأخذ بالأخرى. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/15



كتابة تعليق لموضوع : الهجرة إلى أحضان الغانيات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net