صفحة الكاتب : عدي عدنان البلداوي

الى اخي الشهيد حيدر
في ذكراه الثانية
 
لأنك ابقيتَ الطيبة والنقاء في سجاياك حدّ كهولتك ... قصدوك
ولأن أعوامك النيـّف والأربعين ما غيّرت براءتك ... غيّبوك
هناك في ( وادي السلام )(1) دفنتُ بعضي ..
وهنا في ( دار السلام )(2) أعيشُ موتي البطيئ ..
على نعشك بكيتُ فقدكَ ..
 وفي ذكراك أبكي بقاءنا بعدك ..
((انا عندي من الأسى جبلُ  ...... يتمشى معي وينتقل ))(3) ترى أكان شاعر العرب الأكبر يكتبني ..؟
أم انها أعوامك المتشابهات يا وطني..
كأنك ( صخرٌ)(4) و ( الخنساء)(5) كلماتي
تذرف حروفها وجعاً على صدر صفحاتي
وكأن موتك اللا أسمّيه موتاً
قد صيّرك فيَّ ، فصرت حياتي.
وكأنه لمَّا مرّ بك مشظىً بحزام ذلك المأفون ، كان يحمل وحي الله اليك ، دلالة انك أودعت أباك ثمانين آية كنت تحملها ، وعرّجت الى غير المكان الذي ارسلك اليه.. فكنت مسجّىً ، بينما فؤاد أبيك يخفق هادئاً .. ولدي هناك حيث أرسلته .. والإنفجار هنا ..
وطيف (عابس)(6) من قبل الفٍ يمرّ بكم ، حاملاً دفتر المحبين ، ليخط اسمك بينهم ، دلالة ان أباك ما راعه موتك ، قدرما بكى فراقك بكاء مزهوٍ بما صرت اليه ..
عتب على الدهر في ذكراك أكتبه ، لأن (وهب)(7) في عشرة أيام أدرك الحقيقية  فنذر عرسه وشبابه دونها، بينما شركاؤنا في الوطن مازالوا منذ الفٍ تائهين ..
(ابن زياد)(8) يبعث رسله الى العراقيين ..
محذراً قدوم جيش الشام ..
ثم تمرّ على الطف الف عام ..
أهلنا يبكون ..
يندبون ..
في مواكب العزاء يلطمون ..
وجيش الشام في صحراء الأنبار يتدربون ..
وسائل الإعلام تنقل تحركاتهم ، وقادتنا لا يأبهون ..
والذين انتخبناهم بعد صبرٍ ..
أداروا  ظهورهم لـ (علي) لما سألهم :
ماذا تفعلون ؟
لكن رحمة الله كانت هناك ، حيث تمرُّ رائحة قوافل الشهداء على ضريح عليٍّ عليه السلام لتخضّب شيبة ذلك العالم الجليل(9) في حوزته ، حتى إذا ما مالت (الحدباء)(10)، قُرعت طبول (الجهاد الكفائي)(11) ، فبلغت (أسماع مكة)(12) أصوات الثائرين ..
لبيك يا حسين ..
آلاف الشهداء بدربك التحقوا ..
وآلاف مازالوا ينتظرون..
وكأن الدهر نسي أن يقترح على العراق صبحاً مشرقاً غير صباحاته الرتيبة الراكدة..
زمن يستنزف صبر الحالمين بيقظتهم ..
ويلوك جوع الفقراء وهم يتجرعون خبزه المرّ(13) في ازقة ضنك العيش ..
ويصادر براءة الاطفال وهم يفترشون حظهم تحت لهيب خيمة وطن البترول..
ترى هل هي الأقدار تحكمنا ..؟
أم هو سوء طالعنا ..؟
أن ننزف كل هؤلاء الشهداء ..
ونكظم كل هذا الغيظ ..
ثم يأتينا ( أبْعَدُنا ) ليحكم فينا ..
لست ادري ..
(1)  مقبرة وادي السلام في النجف الاشرف
(2)   بغداد
(3)  لشاعر العرب الاكبر  محمد مهدي الجواهري
(4)   صخر بن عمرو اخو الخنساء
(5)    الخنساء واسمها تماضر ، صحابية وشاعرة مخضرمة من أهل نجد أدركت الجاهلية والإسلام وأسلمت، واشتهرت برثائها    لأخويها صخر ومعاوية الذين قتلا في الجاهلية
(6)  عابس من انصار الحسين عليه السلام استشهد يوم الطف
(7)   وهب نصراني اسلم على يد الحسين عليه السلام وقاتل في الطف ونال الشهادة
(8)   عبيد الله بن زياد والي يزيد على الكوفة
(9)  اشارة الى سماحة المرجع الديني الكبير آية الله السيد علي الحسيني السيستاني
(10)  الحدباء: الموصل
(11)  الجهاد الكفائي: فتوى المرجعية الدينية في النجف الاشرف
(12)  اسماع مكة : وردت في قصيدة نهج البردة لاحمد شوقي
(13)  الخبز المر: عنوان مجموعة قصصية للقاص الاعلامي الدكتور عبد الحسين الدرويش

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدي عدنان البلداوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/24



كتابة تعليق لموضوع : لست ادري
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net