صفحة الكاتب : حسين الركابي

حذرتنا المرجعية وإنتخبنا السرسرية
حسين الركابي
لا يختلف إثنان على إن المظاهرات حق مشروع كفله الدستور والقانون العراقي؛  بعد سقوط النظام البعثي،  ونحن كمراقبين في هذا المجال أول المؤدين لهذا الأمر والداعمين له،  حيث إن المظاهرات التي نشهدها هذه الايام في العاصمة بغداد،  وباقي المحافظات الجنوبية؛ ومما لا شك فيها قد تقف ورائها وتمولها جهات فاشلة،  من أجل حرفها عن مسارها الصحيح،  وجعلها بدل المطالبة بالخدمات إلى إسقاط الحكومة،  والتعدي على مقام المرجعية الدينية.  
فقد شاهدنا عدة لافتات رفعت في مظاهرات بغداد والنجف الأشرف تحديداً؛ حيث صبت جم غضبها على المرجعية الدينية والقوى السياسية،  التي حذرت من إنتخاب الذين أخفقوا بقيادة المركب السياسي،  وتحميل هؤلاء المسؤولية بدون وجه حق؛  وكل الشعب يعلم إن المرجعية ليس لها ناقة ولا جمل في الكابينة السياسية،  إلا دورها الاشرافي العام ونصائحها للقوى السياسية جميعاً،  وحثهم على تقديم أفضل الخدمات للمواطنين،  وتحسين الوضع المعيشي للطبقة الفقيرة والمعدومة،  والغاء حالة الطبقية بين فئات الشعب.  
لم ننسى قبل عاماً من الأن وتحديداً قبل الإنتخابات النيابية،  التي جرت في العراق عام 2014، والتي بح فيها صوت المرجعية الدينية المنادية بالتغيير والإصلاح السياسي،  وتغيير الوجوه الكالحة التي لم تجلب الخير للعراق والمجرب لا يجرب،  ولم تكتفي المرجعية بالمشافهة،  بل أرسلت كتب ووصايا للمتصديين بالتنحي عن السلطة،  وفسح المجال أمام الأخرين لكي يتسنى لهم أخذ دورهم لقيادة المركب السياسي،  الذي خرمه اولئك الذين شككوا بحيادية المرجعية ونزاهتها،  من أجل إدامة سلطانهم.  
إن هؤلاء الفاشلين الذين أسقطوا ثلث مساحة العراق بيد داعش؛  وأدخلونا بأزمات سياسية وطائفية وقومية،  وعشنا ما يقارب العقد بعزلة دولية،  عادو من جديد هذه الايام في وسط المظاهرات المطالبة بتحسين الخدمات،  يتهمون المرجعية الدينية بانها هي التي أوهمتهم بإنتخاب الفاشلين،  ويلقون باللائمة عليها من أجل خلط الأوراق،  وجعل جرائم سبايكر وبأدوش وسقوط خمسة محافظات وسرقة ميزانية العراق،  وإنهيار إقتصادي وسياسي وأمني كلها طي النسيان؛  ويأملون تفصيل مرجعيات جديدة تتناسب مع توجهاتهم الشخصية وحسب الطلب.  
لقد"  حذرتنا المرجعية وإنتخبنا السرسرية"؛  لابد أن يكون هكذا شعارنا في المظاهرات القادمة،  لكي نبين للعالم إن المرجعية الدينية أول من حذرت من إنتخاب الفاسدين والفاشلين،  ووصفتهم بوجوه كالحه والمجرب لا يجرب. الخ،  ومعظمنا تجاهل هذه التوصيات وعاد إنتخاب هؤلاء،  الذين هم سبب الفساد والفشل الكبير في مؤسسات الدولة،  والتأثير الفاضح اليوم على اداء الحكومة الحالية من خلال فرقة المستشارين"  الشيطانية"،  التي كانت ومازالت تدير الأمور من خلف الكواليس،  وأيدتها العقول المتحجرة التي صدقتها وكذبت المرجعية الدينية.  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/07



كتابة تعليق لموضوع : حذرتنا المرجعية وإنتخبنا السرسرية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/08/09 .

السلام عليكم .
الاحزاب جميعها شريكة في ما يحدث في العراق دون استثناء .ومحاولة تلميع صور البعض وتشويه الاخر..يعطي غطاء للبعض للتمادي والاستمرار في النهج ..ومحاولة التشكيك في استقلالية المظاهرات خطا كبير ..ورسم علامة استفهام حول الجهات المحركة للناس .ايضا فيه قصر نظر .فالجماهير ،نفذ صبرها وتحملت مالاطاقة على حمله وخرجت بمظاهرات عفويه للمطالبه بالخدمات وتحسينها .فقط .وليست المظاهرات من تدبير احد .حتى يتم تنسيق شعاراتها وتوحيد مطالبها ..بل الكل عبر عن مطاليبه بطريقته الخاصة ،ولادخل لااحد في توجيه المتظاهرين ..ربما بعض الجهال تصرف من وحي ثقافته ونظرته .واساء .لاكن هذا لا يعني انه يمثل الجميع .ولاان المظاهرات عفويه فيمكن ان يحدث فيها بعض الخروقات ..،
الالتفاف على المظاهرات ومحاولة التشكيك فيها وتحميل اطراف لم يتم تسميتها ..قراءة خاطئه للواقع الحالي .
فكثرة الضغط يولد الانفجار .وقد تحمل المواطنون الكثير .وعلامات التذمر بائنه على وجوه العراقيون .
في استطلاع للراي اخذ عشوائيا .من عينات من المواطنين في مختلف المحافظات .عبروا فيها عن الامتعاض من مستوى الخدمات المتدني المقدم لهم .كانت الايام السابقة تحمل في طياتها شيء ..للعراق .
من كان في موقع المسؤوليه .لم يلحظ نبض الشارع المتصاعد ينبيء بثورة غضب ..وتجاهل التحذيرات التي اطلقت عليه.
وكان هم البعض ينصب على نيل المزيد من المناصب الحكومية ..فقط بعد تخمة المعروض الذي اثقل كاهل الحكومة وقيد حركتها
ولم يدر في خلد البعض ان الشارع كان يراقب الاوضاع ..عن كثب .وانقلب السحر على الساحر .عندما قامت الاحزاب بفضح نفسها بنفسها ومن خلال الاعلام المختلف ووسائل التواصل الاجتماعي نشرت غسيل بعضها البعض الوسخ على الملا.
لتزيد من احتقان الشارع ضدها ..والاختلاف كان السبب .الذي لعب دور في تحريك الشارع .عندما شاهد احزاب تتصارع فيما بينها من اجل مصالحها وتترك وراء ظهرها مصالح شعبها .وقد عملت تلك الخلافات على تحريك الفتن ..خلق اعداء في البيت الواحد وتفرقهم الى جبهات متصارعة تستخدم كل الادوات في صراعها ..من هنا نمت وترعرعت فكرة البعض عن كون التظاهرات من تدبير جهات متنازعة .او ان تبذل حهود من قبل تلك الاحزاب لتوظيف المظاهرات لتفصفية حساباتها .لكن المحاولات باءت بالفشل بسبب الحرص الذي ابداه المتظاهرين في عدم تحزيب مظاهراتهم .وخروجها عن المسار المخصص لها .الا وهو تحسين الخدمات .
مهما تعددت الاسباب .فالتقصير واحد .يتحمله جميع من شارك في الحكومة ولم يقدم في مجال عمله خدمه واضحة للناس .لايختلف اثنان ما تكبده الاقتصاد العراقي من المحاصصة الطائفية المقيته التي اوجدت مناصب فائضة عن الحاجة استنزفت اموال طائلة كانت الاحوج استغلالها في امور نافعة اخرى ..وخلقت كابينه حكومية مترهله تستنزف من الموازنه طاقاتها .ارضاء لهذا الطرف وذاك .والتي لم نجني منها شيء ..واليوم بعد ان دق ناقوس الخطر .الكل زج نفسه ناصحا للحكومة مشدد عليها تلبية المطالب المشروعة للمواطن .بحيث اختلط علينا من هو الفاسد ومن النزيه .
دعونا نحمل العملية السياسية المسؤولية عن كل الاخطاء المرتكبة ونستثني الجميع منها كونهم ضحايا فخ .اعد لهم بمهاره ليقعوا فيه ..ونبحث عن المجرم الحقيقي ..الذي نحمله المسؤوليه .فانا اعرف شخصيات جاءت من رحم احزاب اسلامية مجاهدة لعبت دور في مقارعة نظام البعث وكان جل امنياتهم ان يستشهدوا بكرامه .ولم يضعوا في عقولهم بان يوم ما سياتي ويكونوا فيه حكام لعراق .او مسؤولين .صحيح ان مقولة الثوار يقاتلون متوحدين .وعند الغنائم يتفرقون ..والكرسي عقيم .
امريكا التي اسقطت النظام السابق ..هي التي رتبت اوضاع العراق .وخبراءها وضعوا لمساتهم في بناء العراق الجديد .
تعاملوا معه على اساس مكونات وطوائف .اهملوا العراق الواحد .وزرعوا الطائفية .
ضربوا الاقتصاد من خلال الانتقال المفاجيء الى اقتصاد السوق .الخاسر هو المواطن وضحية هذا الانتقال .
فتحوا السوق العراقية لكل منتجات العالم واغرقوها ...
خلقوا نظام برلماني .استنسخوا فيه تجربة لبنان البرلمانية .اي لبننة العراق .رئيس جمهورية مسيحي .رئيس حكومة .سني .رئيس برلمان شيعي .العراق .كردي رئيس جمهورية .رئيس وزراء من الاكثرية .شيعي .رئيس برلمان سني .
الجميع لديهم اجندات مختلفه .قوانين فضفاضة يمكن التحايل عليها .وزارات من حصص الاحزاب يتم ىقسيمها على الحزب اختيار شخصية كيفما كان لهذا المنصب .وتتم طبعا مزايدات حول المنصب لمن يدفع .بعدها يعوض .
الخلافات محور القضية لااعمل بجد حتى لايسجل النجاح لرئيس الوزاء وحزبه ويتعزز موقفه في الانتخابات ..
وهلم جر من تحول العمل الحكومي الى قاعة مزايدات ومراهنات .
وابتلع الجميع الطعم ..وتم اصطيادهم وتسقيطهم .هذا هو الهدف ..تسقيط الاحزاب الاسلامية .خلق بيئه غير مستقره .دق اسبين الفرقة والتناحر بين مكونات الشعب وتمرير مشروع لاتعايش سلمي بين الجميع ..فالامريكي يقول وهو يمسك بورقة مشروعه .هيا ايها العراقيون هذا خياركم الوحيد .كل مكون وطائفة تذهب لحالها .فلم يعد تعايشكم ممكن .
دول عربية تخاف من تجربة العراق وانعكاسها على دولها .تسعى لاافشال العملية السياسية في العراق ..وتريد نقل رسالة العراق لشعوبها .انظروا العراقيون يعيشون في ضل الديمقراطية كاتعس شعوب الارض ،،




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net