صفحة الكاتب : د . حميد مسلم الطرفي

الوسط والجنوب وتحديات التقسيم (١)
د . حميد مسلم الطرفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
دوام الحال من المحال فلقد كانت لا تغيب الشمس عن  تاج بريطانيا العظمى وما ذلك ببعيد عن زماننا هذا وتناحرت ولايات أمريكا الخمسون واستمرت حربهم الأهلية  عدة سنوات قبل أن تتحد فيدرالياً لتكون امريكا العظمى اليوم التي تحرص أن لا تختلف سمكتان في عرض البحر الا وكانت حكماً بينهما يصلحهما او يؤلبهما فالجغرافية السياسية متحركة  
وحدود الدول ليست ثابتة دول تكبر ودول تصغر دول تتحد ودول تتفتت والسعيد من اعتبر بغيره وقرأ التاريخ ووعاه قبل أن تجري عليه سننه فيتجنب ما يمكن تجنبه من شروره ويستقدم ما يمكن أن يستقدمه من سروره قبل ان تدور عليه الدوائر وتتكسر أضلاعه في طاحونة الصراع من أجل البقاء للاقوى  . لم يبق لدولة كردستان العراق سوى الاعلان الرسمي ، حدود ، ترانزيت وكمارك خارج اطار الدولة  ، مطارات ، عَلَم ، تمثيل دبلوماسي مع الدول ، زيارات الى الخارج دون علم الدولة ، وزيارات من الخارج إلى الإقليم دون علم الدولة ايضاً ، شراء إسلحة ( دفاعية ) وغير ذلك الكثير ، وما يؤجل اعلان الدولة - الحُلٰم -ليس اعتراض جمهورية العراق وهيبتها وخشية الإقليم من سطوة الجيش الاتحادي وشوكته بل يؤجلها أمور ثلاث : الأول : أن الحزبين الرئيسين لم يتفقا بعد على توزيع المناصب والاستحقاقات بعد الاستقلال فغنائم الدولة غير غنائم الاقليم ومواقعها غير مواقعه  ،  وشبح دولة جنوب السودان وما جرى لها بعد الانفصال ماثل امام أعين قادة الاقليم فقد كافحت ثلاثة عقود من اجل الانفصال عن السودان وما إن انفصلت حتى شبت الصراعات المحلية وهي اليوم على شفا حفرة المجاعة وصراعها الدموي بين الرئيس ونائبه لم يتوقف بعد رغم تدخل الاصدقاء والاعداء . والثاني : أن الحزبين لم يتأكدا  بشكل نهائي ان الارباح الاقتصادية التي تجنيها الدولة المرتقبة اكبر مما يجنيه الاقليم الان وإن ضُمت كركوك إلى الاقليم فتباينت الآراء بشأن الانفصال ، وجدواه الاقتصادية فـ ١٧٪  حصة مقررة من كل ثروة العراق ( واليجي من التهريب زايد خير ) ، والثالث : أن التفاهمات لم تنضج حتى الان مع تركيا وايران حول موضوع الدولة الكردستانية المستقلة وهل هي مما يمكن قبوله أم لا ، هل سيؤثر الانفصال على الدولتين الجارتين وما هو حجم الضمانات التي يجب اعطائها لهما بل حجم التنازلات لكي يحصلا على الموافقة بالمشروع  ؟ وما عدا ذلك فاسباب ليست ذات شأن هذا نبأ الدولة المرتقبة أما الدولة التي أُعلنت  فلها حديث اخر في العدد القادم ان شاء الله . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حميد مسلم الطرفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/21



كتابة تعليق لموضوع : الوسط والجنوب وتحديات التقسيم (١)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net