تنامت لدى بعض الاوساط في الآونة الأخيرة أفكار البحث عن مخارج إصلاحية للنظام السياسي القائم وهي افكار جريئة قياساً للأفكار الخجولة السابقة إذ فرض الواقع الراهن وتعقيداته والمآزق التي يمر بها البلد طرح هذه الافكار . فبعد عقد من تجربة النظام السياسي الحالي بات يدرك أكثر من طرف أهمية المراجعة السياسية واعادة التقييم لمجمل أداء هذا النظام . الحرب المفتوحة التي تشنها عصابات داعش الاجرامية واحتلالها لجزء واسع من الاراضي العراقية لا ينبغي ان يكون مانعاً من الاصلاح بل يجب ان يكون دافعاً لذلك فلعبة الديمقراطية لعبة حية ومرنة وقابلة للتطور والنمو والتكيف مع كل ظرف . المهمة الأساسية للديمقراطية هي حفظ كيان الدولة وهيبتها وتماسكها وقدرتها على الدفاع امام العدوان الخارجي وحفظ امن المواطنين في الداخل وإلا فلا معنى للديمقراطية فـ (ظالم غشوم ولا فتنة تدوم ). يدرك كل المراقبين الحجم الهائل من المعوقات التي تعترض سبيل الاصلاح السياسي ، والتي يمكن اجمالها بعاملين الاول فقدان الثقة بين الاطراف المشاركة في الحكم والثاني جمود الدستور الدائم لعام ٢٠٠٥م والثاني متعلق بالأول فاذا تبانت الاطراف السياسية على الاصلاح تمكنت من تعديل الدستور . انطلاق دعوات الاصلاح من اطراف سياسية مسلحة يحمل نذر شؤم ونذر تفاؤل في آن ، نذر شؤم لان هذه الاطراف قد لا تتحمل طول انتظار ومماطلة والبلد يواجه ظروف استثنائية حرجة تستدعي إما اعلان حالة الطوارئ أو الاصلاح السياسي وفي حال تعذر الإثنان فانها اي القوى المسلحة قد تلجأ الى القوة لتحقيق أحدهما وفي ذلك تعقيد اكبر للمشهد السياسي العراقي وإضافة المزيد من العنف ، وها قد بتنا نسمع اليوم في أوساط العامة ( الحل يأتي من الحشد الشعبي ) . وهي نذر تفاؤل كونها تشجع بقية الاطراف على التفكير ملياً في الاصلاح أو على الاقل مراجعة أداءها السياسي وإلا فإنها ستواجه عواقب وخيمة ( فمن امن العقاب أساء الادب ) و ( الخوف يعدل الشوف ) كما يروي أهلنا ، غير أن ذلك يحتاج الى ايقاع متزن وحكيم لا يندفع بهوىً جامح أو انفعال حاد ومؤقت بل لا بد من وجود رؤى ستراتيجية للاصلاح يشترك فيها أكثر من طرف سياسي فاعل يمتلك الشجاعة ونظافة اليد وبعد النظر وسيجد هؤلاء تأييداً جماهيرياً واسعاً فعموم العراقيين اليوم يدركون أهمية الاصلاح السياسي بل ويتوقون له ومستعدون للتضحية من أجله فكيف ستتحرك البوصلة ؟ هذا ما ستكشفه الأيام .
hmft1961@gmail.com
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
تنامت لدى بعض الاوساط في الآونة الأخيرة أفكار البحث عن مخارج إصلاحية للنظام السياسي القائم وهي افكار جريئة قياساً للأفكار الخجولة السابقة إذ فرض الواقع الراهن وتعقيداته والمآزق التي يمر بها البلد طرح هذه الافكار . فبعد عقد من تجربة النظام السياسي الحالي بات يدرك أكثر من طرف أهمية المراجعة السياسية واعادة التقييم لمجمل أداء هذا النظام . الحرب المفتوحة التي تشنها عصابات داعش الاجرامية واحتلالها لجزء واسع من الاراضي العراقية لا ينبغي ان يكون مانعاً من الاصلاح بل يجب ان يكون دافعاً لذلك فلعبة الديمقراطية لعبة حية ومرنة وقابلة للتطور والنمو والتكيف مع كل ظرف . المهمة الأساسية للديمقراطية هي حفظ كيان الدولة وهيبتها وتماسكها وقدرتها على الدفاع امام العدوان الخارجي وحفظ امن المواطنين في الداخل وإلا فلا معنى للديمقراطية فـ (ظالم غشوم ولا فتنة تدوم ). يدرك كل المراقبين الحجم الهائل من المعوقات التي تعترض سبيل الاصلاح السياسي ، والتي يمكن اجمالها بعاملين الاول فقدان الثقة بين الاطراف المشاركة في الحكم والثاني جمود الدستور الدائم لعام ٢٠٠٥م والثاني متعلق بالأول فاذا تبانت الاطراف السياسية على الاصلاح تمكنت من تعديل الدستور . انطلاق دعوات الاصلاح من اطراف سياسية مسلحة يحمل نذر شؤم ونذر تفاؤل في آن ، نذر شؤم لان هذه الاطراف قد لا تتحمل طول انتظار ومماطلة والبلد يواجه ظروف استثنائية حرجة تستدعي إما اعلان حالة الطوارئ أو الاصلاح السياسي وفي حال تعذر الإثنان فانها اي القوى المسلحة قد تلجأ الى القوة لتحقيق أحدهما وفي ذلك تعقيد اكبر للمشهد السياسي العراقي وإضافة المزيد من العنف ، وها قد بتنا نسمع اليوم في أوساط العامة ( الحل يأتي من الحشد الشعبي ) . وهي نذر تفاؤل كونها تشجع بقية الاطراف على التفكير ملياً في الاصلاح أو على الاقل مراجعة أداءها السياسي وإلا فإنها ستواجه عواقب وخيمة ( فمن امن العقاب أساء الادب ) و ( الخوف يعدل الشوف ) كما يروي أهلنا ، غير أن ذلك يحتاج الى ايقاع متزن وحكيم لا يندفع بهوىً جامح أو انفعال حاد ومؤقت بل لا بد من وجود رؤى ستراتيجية للاصلاح يشترك فيها أكثر من طرف سياسي فاعل يمتلك الشجاعة ونظافة اليد وبعد النظر وسيجد هؤلاء تأييداً جماهيرياً واسعاً فعموم العراقيين اليوم يدركون أهمية الاصلاح السياسي بل ويتوقون له ومستعدون للتضحية من أجله فكيف ستتحرك البوصلة ؟ هذا ما ستكشفه الأيام .
hmft1961@gmail.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat