كي لا يقال تلاقفوها
د . حميد مسلم الطرفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . حميد مسلم الطرفي

التقيت احدهم فقال صدقني يااخي العراق لن يهدأ ولن تقوم له قائمة ، نعم وماذا بعد فقال ( والله يا اخي الزين اللي يرتب روحه بهاي الظروف ويشوفله بلد يرتاح بيه ) !! صدمني باقتراحه ليس لأن الفرار من البلدان المضطربة أمرٌ مستغرب فالنزوح والهجرة ديدن من يبحثون عن السلام ولا يحبون الحرب ولكن صدمتي كونه مسؤولا في الدولة !! نعم يوجد في الدولة اليوم أشخاص لا يفكرون الا بالراحة والاسترخاء وجمع المال وعندما يخوض بلدهم حربا يزف بها أزكى أرواح ابنائه الى جنات النعيم تراهم لا يفكرون الا بمؤونة السفر واختيار البلد الملائم للهجرة والاستقرار ان لم يكن لهم جنسية بلدٍ آخر يحتفظون بها لمثل هذه الأيام ، حتى هنا فالأمر هين أيضاً لكن عندما ترى آخر يستغل مأساة بلده وانشغاله بالظروف الطارئة التي يمر بها فبدلا من أن يقدم بعضا من ماله لنصرة الحق والوطن يسلب من مال الوطن أو من مؤونة الجنود أو سلاحهم أو تجهيزاتهم أو أموال مدرسة لأبناء اولئك الأبطال المرابطين على جبهات القتال ولسان حاله يقول ( تلاقفوها فوالله مامن جنة ولا نار ) ولا وطن ولا مواطنة !!
فتلك مصيبة عظمى تُرزءُ بها الأوطان ويندى منها جبين الإنسان . في زمن أحد السلاطين وعندما كانت البلاد تخوض حربا قام بعض الأفراد باستغلال الظرف وسكوا فقاموا بتجميع النقود المعدنية ذات الفئات الصغيرة . فاستشار السلطان أحد وزرائه كيف نعاقب هؤلاء فأجابه الوزير بهدوء نصهر هذه المعادن ( معادن النقود ) ونسكبها على آذانهم وأفواههم حتى لا يعود أحد من بعدهم لمثل فعلهم . تُرى فماذا نحن فاعلون لأولئك الذين يرتشون أو يختلسون أو يتآمرون على اقتصاد وأمن الوطن المنشغل بحرب قوى التكفير ؟؟ العقل يقول لا مجال للرحمة والإحسان لمثل هؤلاء كي لا يقولوا هم أو غيرهم تلاقفوها .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat