قبل ان يقع المحذور
د . حميد مسلم الطرفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . حميد مسلم الطرفي

الشرق الأوسط على صفيح ساخن ، الحرب الأهلية في سوريا لم تنتهي بعد ، الأوضاع في مصر ليس على ما يرام ، لبنان موحد في الخريطة ومجزأ في واقع الحال ، البحرين تعج بالمظاهرات والمعارضة صبورة حتى الان وقد تلجأ الى العنف في أية لحظة ، ليبيا غرقت في التفتيت والدماء ، اليمن تمذهبت فاقتتلت فيما بينها من جهة وبينها وبين مملكة آل سعود من جهة أخرى . مملكة آل سعود ليس بمأمن مما يدور حولها وهي تحمل بذور الهيجان ولكن الى حين ، ربما بعد أن تؤدي الدور المرسوم . معالم الخريطة المستقبلية لشرق أوسط جديد لم تتضح بعد ولكن الأكيد ان الفوضى لا تغادره قريبا ، الشحن الطائفي على أوجه ، العراق محوري في هذه الفوضى ولن يكون بمأمن مهما حاول السياسيون بعد الان أن يتحلوا بالحكمة والتروي وبعد النظر والتنازل لبعضهم البعض فقد فات الأوان . صبرُنا في المعركة واستعدادنا للدفاع عن الارض والعرض هو العامل الأساسي في تغيير قواعد اللعبة والخروج من المخطط بأقل الخسائر . والصبر ليس كلمة تقال وانما هو تخطيط وعمل على الارض . التدريب ، جهات التسليح و حساب كلفه ، الموارد ، التنبؤ وحساب المستقبل ، الادارة في الأزمات وإدارة الأزمات ، إنها أزمات الحرب ، وأية حرب ؟ حرب قذرة ، عصابات تكر وتفر . بشار الأسد قال قبل يومين نحن في حرب وليس في معركة والحرب سجال تحسب بنتائج الحرب وليس بنتائج معركة واحدة . قد نخسر معركة فيطبل لها اعلام الدواعش فلنحذر ونُحَذّر من ذلك لأننا في حرب طويلة تتطلب منا صبراً وتحملاً وتكتيكات تبدو للآخر انكساراً وهي خلاف ذلك . إن المصالح الغربية والأمريكية وتوابعها في تركيا والسعودية وباقي دول الخليج باتت تلتقي مع داعش بهدف واضح هو ضرب نظام الأسد في سوريا وحزب الله في لبنان والتحالف الوطني في العراق لأنهم قريبون من ايران وليس بمقدور واحد من الثلاثة التخلي عن هذا القرب لأسباب عديدة ليس محلها الان . داعش اليوم سيف امريكا تقتص به وتقتص منه فلا نُخدع بظاهر الأقوال . ربما لا تكون داعش غداًًـ كإسم ـ كما لم تكن داعش بالأمس . فالقاعدة وطالبان والنصرة والدولة وجيش الفتح و... و..، اسماء لمسمى واحد يحمل مشروع تحطيم الدولة ونشر الفوضى وسفك الدماء لتتم التجزئة ونحن خاوون متعبون منهكون متخلفون عن ركب التطور والبناء نعود بعدها نطلب من جديد صدقة أمريكا والغرب وعطفها في أن تجد حلا . علينا أن نتمسك بخيار بناء الدولة مهما كانت التضحيات فلا رابح من زوال أو ضعف بناء الدولة . نسأله تعالى أن يخيب سعيهم ويرد كيدهم .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat