لماذا نتعاطف مع اليمن ؟
د . حميد مسلم الطرفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . حميد مسلم الطرفي

نحن في عالمٍ منزوع القيم تتغلب فيه إرادة القوي على الضعيف دون مراعاة لقانون او أعراف ومواثيق دولية عالم معدوم من إنسانيته ومشاعره وعواطفه لا يهم هذا العالم كم من البشر يموتون وبأي طريقة يقتلون لقد غدى القانون الدولي الإنساني ومجمل حقوق الانسان حبراً على ورق مجرد شماعة يستخدمها المستكبرون لتحقيق مصالحهم . التمييز بين البشر أمر تعاهد عليه عالم اليوم فعندما يقتل عشرة غربيين في فرنسا تقوم الدنيا ولا تقعد وعندما يذبح الآلاف في سوريا او ليبيا أو العراق او اليمن فلم يكن سوى خبر تتناقله وسائل الإعلام !! بعد الحرب العالمية الثانية أرادت الدول المنتصرة أن تضع مبادئ جديدة للأمن والسلم الدوليين وحقوق الانسان فوضعت ميثاق الامم المتحدة والذي حرمت بموجبه استخدام القوة في حل النزاعات وسلوك السبل السلمية فقط ( ف٣ المادة ٢) من ميثاق الامم المتحدة ، ولم تجز الشرعة الدولية استخدام القوة الا في حالة الدفاع عن النفس ( المادة ٥١) منه ، أو في حال تهديد الامن والسلم الدوليين من قبل دولة مارقة ( المادة ٤٢ ) من الميثاق . لم تتحرك امريكا أو فرنسا وكل الدول الدائمة العضوية أو ذات الوزن الدولي لنصرة اليمن أو لنقل لنصرة الأغلبية من شعب اليمن وهو يتعرض للعدوان منذ ستة أسابيع . من قبل دولة مستبدة ظالمة سخرت كل ثرواتها للرشى ونشر الأفكار التكفيرية . يتساءل الغرب لماذا يظهر التطرف في الشرق الأوسط ؟ لعل واحدا من أهم الأسباب هو الشعور بمرارة الظلم والقهر والتسلط والعجز عن دفع ذلك كله . مهما حاول الغرب ان يبرر انحيازه للمعتدين فلا يستطيع . على الغرب ان يعي تماماً أن الشعوب المقهورة ستنتج حركات استشهادية ويسميها هو حركات انتحارية تستهدف المصالح الغربية في يومٍ ما . وعلى الغرب ان يعي دوماً أن مآل الظلم وخيم ولا دوام لحضارة تتعمد الظلم ولو أمهلت الى حين . إن أكثر ما يدفع الشعوب الى التعاطف مع بعضها شعورها بالظلم وعدالة قضاياها التي تكافح من اجلها ، واليمن اليوم تلعب دورا محوريا بهذا الشعور وكل يوم يستمر فيه العدوان عليها يتعاطف معها عدد اكبر فهل ستعي الدول المعتدية ذلك وتكف عن ظلم اليمنيين ؟ رب قائل يقول فينا ما يكفينا فما نحن واليمن ؟ نعم والله فينا ما يكفينا ولكننا نتعاطف مع اليمن لأننا اكتوينا بالنار التي تكتوي بها اليوم ولأننا ما زلنا بشراً لدينا قدر من الانسانية .
hmft1961@gmail.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat