صفحة الكاتب : باقر العراقي

غزة وصنعاء بين أخوة السعودية وعداوة اسرئيل...!
باقر العراقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

توقفت العملية رسميا من خلال البيان المتحدث باسمها، بعد 27 يوما من الغارات المتوالية التي وصلت إلى 2415 طلعة جوية شارك فيها سلاح الجو وباستعداد من القوات البرية، العملية حققت أهدافها بالكامل، وتعاملت مع الإرهابيين بحزم، وقوضت وجودهم، وتعاملت معهم وفق ما يقتضيه قرار الأمم المتحدة 2216.

بالمقابل وكنا نسمع ونرى يوميا، الواقع مؤلم لأن الطلعات الجوية لا تفرق بين مسلح وإرهابي او مدني طفلا رجلا او امرأة، فأخذت ما أخذت من المدنيين ومنازلهم، حتى وصل عدد الدور المهدمة الى أكثر من ألف منزل، وعدد ضحايا الغارات وصل إلى 1500، والجرحى حوالي 3 آلاف شخص ، وتخريب شبه كامل للبنية التحية.

لا تستغرب كثيرا؛عندما نقول أنها ليست عملية الرصاص المصبوب التي بدأت يوم 27/12/2008 من قبل إسرائيل على غزة، وانتهت بعد 22 يوما من العدوان الهمجي على الشعب الفلسطيني، وهي ليست عملية عمود السحاب،او حرب الثمان أيام من يوم 14-22/11/2012 ، وليست حرب الخمسون يوما، في تموز 2014، والتي راح ضحيتها آلاف الأطفال والنساء والشيوخ.

عندما نقول أنها شبيه بتلك الحروب، لا نغالي أبدا، فواسطة القتل هي نفسها اف 16، وجنس المقتول، فهم اقحاح العرب في الجهتين الفلسطينية واليمنية، لكن الفارق أن تلك إسرائيل عدوة العرب والمسلمين، وهذه السعودية صاحبة عملية الحزم أم العرب والمسلمين، كما تدعي، والأهداف هي تركيع الشعوب التي لم ولن تركع.

الإعلام العربي ماعدا المحترم منه، يقول أن العملية تمت لتركيع إيران، وتقليص نفوذها في المنطقة، ولا ندري هل إيران انتقلت إلى جنوب السعودية وحطت رحالها في اليمن أم أنها لازالت تستعرض يوميا في مياه الخليج.

هذا يذكرنا بذلك الكلب العقور، الذي أصبح ألعوبة لأهل القرية، فحينما يريدون استفزازه، يرمونه بحجر فيهيج ذلك الكلب مهرولا نحو أقرب الأقربين من أهله، فيعض هذا وينبح على ذاك، من دون أن يمس الرامين بسوء، حتى إعتاد بأن يطأطئ رأسه محملقا ومولولا، كلما هم أحدهم بالتقاط حجر من الأرض. 

"روعي كايس" محرر الشؤون العربية بصحيفة "يديعوت احرانوت" الإسرائيلية يقول بأن أحمد عسيري المتحدث بأسم عاصفة الحزم يشبه كثيرا "افيخاي أدرعي" المتحدث بأسم الجيش الاسرائيلي، هذا التشبيه لم يأتي اعتباطا، بل أن في الأمر أكثر من علامة استفهام...!

مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ أفتى بحرمة التظاهرات التي انطلقت في المدن العربية والإسلامية لنصرة الفلسطينيين، في قطاع غزة، واصفا إياها بأنها مجرد أعمال غوغائية لا خير منها ولا رجاء، كما أنه أفتى بوجوب وحلية التجنيد الإلزامي في الجيش السعودي بعد أن أفتى بحرمته سابقا لسنوات وسنوات.

لا نريد هنا أن نقارن بين العدوان السعودي والإسرائيلي على العرب الفلسطينيين أو اليمنيين، فصاروخ الــ  أف 16 ، لا يرحم بشرا ولا حجر ولا شجرا، سواء جاء من عدو، أو نزل من أخ، لكن ظلم ذوي القربى اشد مضاضةً، من وقع الحسام المهند.

غير أن المفارقة نجدها بأن الإسرائيليين في كل حروبهم على غزة، يلتزمون بما يقولون، ويوقفون أطلاق الصواريخ، أما السعوديون وبعد أن انتهى بنك الأهداف و80% من قوة الحوثيون الذين يتقدمون على الأرض يوميا، وبرغم إيقاف عملية الحزم وإيقاف إطلاق النار، فلا زال السعوديون يحصدون رؤوس أخوتهم اليمنيين في عملية إعادة الأمل، لمجدهم الضائع في صحراء الجاهلية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/04



كتابة تعليق لموضوع : غزة وصنعاء بين أخوة السعودية وعداوة اسرئيل...!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net