صفحة الكاتب : باقر العراقي

شهادتي مزورة!
باقر العراقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم اتوقع يوماً ما، أن يصبح الحصول على الشهادة العلمية، إلى هذا الحد من السهولة، بمجرد أن تُعدْ الأيام والسنين، بجهد متواضع، بلا معرقلات بلا متاعب، وإذا بالتلميذ يصبح طالبا، ويتدرج كالصاروخ، وينال أعلى الشهادات العليا.

كان التعليم في الازمان الغابرة متاحا للطبقة الارستقراطية وطبقة الاقطاعيين فقط، بينما ملايين الكسبة والعمال والفلاحين وباقي طبقات المجتمع يعانون يوميا شظف العيش، ويكون انجازهم الكبير عندما يتحاوز أولادهم مرحلة الطفولة الى الشباب، قبل ان يخطفهم الموت، وبمساعدة تسميات تأن من الوجع والالم، زبالة-كحيط-صخيل.

يبدو أن زمن الطبقات عاد بقوة الى بلدنا، وقضى على البروليتارية التي تغنت بها الشعوب الحرة لعدة قرون، حتى بزغت طبقة جديدة تحكم وتتنعم بخيرات البلد، وتحصل على الشهادات العليا والصحة والامن والامتيازات المهولة.

يقال أن حسين كامل عندما كان وزيرا للصناعة، زار أحدى شركات وزارة الصناعة، فأشتكى له المهندس المختص من نقص "الستيم" في الماكنة التي يديرها، وهو البخار، فقال الوزير بكل بلاهة أجمعوا كل "الستيم" من السوق المحلية، هذا الموقف ليس غريبا عليه فقد تدرج كالصاروخ ايضا، إلى أن أصبح فريقاً في الجيش ثم وزيراً للصناعة والتصنيع العسكري.

كذلك اليوم فإن التدرج الوظيفي في العراق يجري بصورة صاروخية، للمسؤولين وأبنائهم وانسبائهم واقربائهم، والشهادة الدراسية تصل وتحتسب إليه وهو في موقع المسؤولية، مستثنى من كل القوانين النافذة، عكس المواطن الذي يأن تحت وطأتها حتى يستسلم للخذلان، فيتدرج المسؤول من الاعدادية فالبكالوريوس ثم الماجستير فالدكتوراه، وقد لا يمر بمرحلة الماجستير لو كان من الرؤوس كبيرة الحجم وصغيرة المحتوى.

رؤوس فارغة تحصل على شهادات عليا من دون وجه حق، والنتيجة تكمن في اجابة أحد المسؤولين الفارغين، عندما أسدى إليه أحد مريديه نصيحة بأن يكون لديه "أيميل" خاص، كانت اجابة المسؤول، وهل هذا "الإيميل" موجود بالسوق؟

كل الخراب الذي حصل في البلد، سببه شعب مسلوب الحقوق ويجهل واحباته، وأهمية موقعه كهيئة عليا ومصدر لكل السطات، نتج عنه مسؤول مستهتر عصي على المحاسبة.

لذلك صرح احدهم بكل صلافة أمام الاعلام، وقال "بشرفي اخذت رشوة"، فلا نستغرب في قادم الايام إن سمعنا أخر يقول "بشرفي شهادتي مزورة"


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/02/16



كتابة تعليق لموضوع : شهادتي مزورة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net