صفحة الكاتب : باقر العراقي

لا يدرك الظالع شأو السياسي الضليع..!
باقر العراقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منذ بدء الخليقة والبشر يتنافسون فيما بينهم، فمنهم محب للخير والعمل الصالح كهابيل ابن أدم، ومنهم محب لنفسه ينافس من أجلها الآخرين بوسائل شريرة ، كقابيل الذي لم يتحمل تقبل الباري عز وجل قربان أخيه المميز، فأخذه الحسد والغيظ فقتله.
القدرة على التنافس، ليست مهنة وليست حرفه، إنما هي إصرار وقوة عظيمة داخل الإنسان، تصنعها شخصية عظيمة، يحركها مبدأ ثابت لا يتزحزح، وتعظمها أعمال إبداعية، وتديمها إستراتيجية متكاملة مدروسة بعناية، ويديرها عقل مميز، وتكتمل بنوعية العمل الصالح.
قد يعجب الناس العمل السيئ من الرجل السيئ في بعض الأحيان، وهذا طبيعي جدا خاصة في السياسة، فبعض السياسيين يقودون الناس عن طريق العقل الجمعي، فتخويف الناس وحصرهم في زاوية محددة، كالطائفية مثلا يجعلهم قطيع أغنام بيد راعي متمرس.
أما العمل الصالح طريقه صعب وموحش لقلة سالكيه، وقد انتهجه الأنبياء والصالحون على مدى التاريخ، ولم يهتموا لقلة الماشين معهم وكثرة أعداءهم، كذلك السياسة طريقها الصالح صعب جدا،  وأن تقف مع الناس بكل طوائفهم، وتهتم بمصالحهم، وهناك منافس يحصد آلاف القلوب الفارغة إلا من نفسها، والقاصرة المستسلمة للانا، وعبودية المتحكم باسم الطائفة أو الدين، بعيدا عن الوطن الذي يضمهم.
 مثال ذلك حنق الصحابي سعد بن عبادة من الرسول الأعظم صلاته وسلامه عليه، حينما أعطى للمهاجرين أجزل قليلا من الأنصار في أحد المعارك، وكذلك مساواة الإمام علي عليه السلام، "الموالي" بالعطاء مع غيرهم من المهاجرين والأنصار، وهذه هي طبيعة الإنسان، فخيار الصلاح صعب، ويترتب عليه كبح جماح الأنا، فيتثاقل الناس عنه، ويستسهل الطريق الآخر، لكثرة أهله، ونفعه الآني.
السياسي الضليع المحترف المنجز لعمله بهدوء، القادر على الإبداع، المتأني في الحكم، السريع في الأداء، يتقدم دائما على أقرانه، بخطوات واسعة، ولا يتركهم وراءه، وقد لا توافقه الأغلبية ويتعرض للنقد السلبي والتسقيط، ويحكم عليه العقل الجمعي بالفشل أحيانا، لكن سرعان ما يعودون إليه، ويأمنون بظله، ولسان حالهم يقول في الليلة الظلماء يفتقد البدر.
السياسي الظالع يتعكز على أخبث الأساليب، لأنه أعرج المسير، أعوج الفكر، يغير اتجاهه، كلما بان خطأه وتعرى أمام الناس، كسفينة تسير بلا دفة، تغير اتجاهها كلما قصدت طريقا خاطئا، فالطائفية سلاح المهزوم والعاجز، يستخدمها الظالع وهو أضعف منها، وكما يقال ظالِعٌ يقودُ كَسِير.
التنافس بينهما مستمر، ما دامت الحياة باقية، لكن الغلبة لمن يمتلك زمام المبادرة ويعمل للجميع، والخيبة والخسران لمن يعمل لنفسه، مستغلا بساطة أغلبية الناس، فلا يدرك الظالع شأو الضليع، وإن طــــال المقام....!       

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/19



كتابة تعليق لموضوع : لا يدرك الظالع شأو السياسي الضليع..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net