صفحة الكاتب : باقر العراقي

التحالف الوطني، وتسعيرة الكهرباء الجديدة....!
باقر العراقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
دائما ما يتحدث التاريخ السياسي للأمم عن ظلم الشمال للجنوب، حتى أصبحت مقطوعة موسيقية ونشيد حرية، يردده كل من يبحث عن حقوقه، والعراق حكايته لا تختلف كثيرا، إلا أن الضحية أصبح حاكما بل جلادا، ساخطا على جسده النحيل.
المشاكل والمآسي التي حصلت بعد 2003، لأبناء هذا الشعب المظلوم، تكاد توازي إن لم تكن أكثر من النظام السابق، مع فارق هامش مستوى العيش والحرية الذي ناله العراقيون، فالبلد مستباح أمنيا - خدميا - ماليا، والمليارات التي صرفت لا يمكنها العودة، والصيف يأتي ثقيلا كعادته، وبتصريحات غير مسؤولة من مسؤول غير مُسائل، مرة بتصدير الكهرباء، وأخرى بتجهيزها لــ 24 ساعة.
هذا العام يستقبل العراقيون صيفهم، بتصريحات جديدة لوزير جديد، فالأزمة ستنتهي مع سنوات إستيزارهُ المباركة، ثم يتدارك نفسه وحماسه الانتخابي، ويقلل من شأن تلك التصريحات غير الواقعية، لأن مشكلة الكهرباء كبيرة، ولا يمكن حلها بأربع سنوات.
صُرف على الكهرباء حوالي 40 مليار على مدار السنوات العشر الماضية، والتي من المفترض أن تؤمن 40 ألف ميكاواط، لكن حصيلة الانتاج غير معروفة، ولا تتجاوز 10 ألف ميكاواط أو أكثر بقليل، علما أن العراق ينتج حوالي 4-6 ألف ميكا في بداية 2003.
لا نقول أين صرفت الأموال؟ لأنها نهبت بالتأكيد، حالها حال المئات من المليارات التي سرقت في الولايتين السابقتين وما سبقهما، أما المشكلة الجديدة، هي أن الوزارة ارتأت زيادة أسعار الكهرباء، لا لتثقل كاهل المواطن المتعب، بل لتحصل على مداخيل جديدة وموارد لدولة ريعية، تعيش على وزارة واحدة فقط، اسمها النفط.
التسعيرة الجديدة قد تكون حسب الوحدات، فمن كان يدفع 40 ألف دينار عليه أن يدفع المائة ألف حاليا، أما من لا يدفع فهو المستفيد سابقا ولاحقا(حسب النظرة المادية وليس الأخلاقية طبعا)، لأن الدولة عاجزة عن استيفاء المبالغ حتى من المواطن البسيط، فمن يخاف الله يدفع، وغيره لا يدفع، وحتى الأموال المستوفاة تصرف بغموض شديد على كثرتها.
التسعيرة الجديدة يتحملها أهل الجنوب فقط، لأن الشمال مكتفي ذاتيا، ومناطق شمال وشرق وغرب بغداد استثنيت بقرار من مجلس الوزراء، وبذلك تطبق نظرية استعباد الجنوب بكل حذافيرها.
 لكن الفارق أن الجلاد هنا منتخب، ومن أهل الجنوب أنفسهم الذين انتخبوا أعضاء التحالف الوطني، الذي يملك "أغلبية عددية" ولكنه عمليا "أقلية سياسية"، لغياب الرأس الموجه لهذا التحالف في الوقت الحاضر.
الفترة السابقة لوزارة العبادي، كانت ايجابية بنظر المواطن البسيط نوعا ما، لكن بعد قرارات التعيين بالوكالة، وهذا القرار المجحف من وزارة الكهرباء، جعل نوبات اليأس والغضب تعود للمواطن، وتذكره بالفترة السابقة، كما أنه أعطى إشارات بأن دور البرلمان الرقابي بدأ يهمش.
الاستفراد بالرأي وارتجال القرارات الآنية غير المدروسة، "كما اعترفت الحكومة أخيرا بموضوع التسعيرة وأجلت العمل بها لدراستها"، نابع من عدم مراقبة الحكومة برلمانيا، فالكتلة الأكبر "التحالف الوطني" صاحب الـ 180 نائب في حالة سبات مقصودة، لا يستطيع الخروج منها إلا في حالة انتخاب شخصية ناضجة، لها القدرة على لم الشمل والعمل سوية، لبناء ما خربته ولايات الفشل وسنوات الحرمان السابقة.   

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/18



كتابة تعليق لموضوع : التحالف الوطني، وتسعيرة الكهرباء الجديدة....!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net