صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

تسييس العواطف والإنفعالات!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من الحماقات العظمى التي ترتكبها بعض الأحزاب والسياسيين وغيرهم هو تسييس العواطف والإنفعالات , لأن هذا السلوك سيؤدي إلى تداعيات مروعة. 
 
فعندما تتحول الكراهية إلى سياسة  , فذلك يعني زج الناس في السجون والمعتقلات , وقتلهم على الإسم والهوية , وما شاكلها من التوصيفات والمسميات.
 
ويعني أيضا أن يتم تأهيل أبناء المجتمع الواحد للعدوان على بعضهم , ومحق وجودهم أجمعين.
 ومن المآسي التي تسقط في شراكها المجتمعات أن أحزابها وساساتها يوظفون العواطف والإنفعلات في برامجهم التي يسمونها سياسية , وما هي إلا عدوانية وتدميرية لا تخدم أي طرف في الساحة السياسية.
 
وبسبب هذا السلوك تضعف الشعوب وتتداعى قدرات البلدان.
 
فالسياسة ليست إستثمارات في العواطف والإنفعالات السلبية للناس , وإنما هي نظام عام يهدف إلى توظيف الطاقات والقدرات الإيجابية ,  لتلبية الحاجات الشعبية والوطنية والحفاظ على المصلحة العامة.
 
وقد مرت بعض المجتمعات في مسيرة التدمير الذاتي والوطني , لأنها إنتهجت هذا الطريق الخطر , فشاع القتل  وتفاقم الإرهاب وحل الدمار في أرجاء البلاد , وغادر الناس بيوتهم ومدنهم ووطنهم , فعاشوا حائرين في بلاد الغربة والمهجر.
 
ومن الواضح أن المجتمعات القوية ذات يقظة عالية ونباهة فائقة , تجاه أية نية أو نزوع نحو إستغلال العواطف والمشاعر , وتوظيفها لأغراض بشعة فتاكة لا تخدم المصلحة الوطنية.
 
وبهذا تراهم يواجهون أية مفردة أو عبارة أو تصريح تتخذ هذا الإتجاه بقوة وغيرة وطنية وإنسانية عالية.
 
فلا يمكن لكاتب أو صحفي أو سياسي أن يتجرأ على الحديث في موضوعات  تساهم في تأجيج العواطف السلبية , وتسخيرها لغايات سياسية خفية وأجندات مستترة , وترويج برامج عمل لتحقيق مصالح هذه الجماعة على حساب الآخرين , أو لإشاعة الفرقة والتصارع ما بين أبناء المجتمع.
 
أما المجتمعات المتأخرة فأنها لا تنتبه ولا تواجه , وإنما تنحدر مثل الماء إلى حيث يمكنها أن تنحدر , فتكون قوتها سلبية تخريبية وإنجازاتها إنتحارية. 
 
لأنها حولت القوة البنّاءة إلى قوة مدمرة , بعد أن حشرتها في بركان العواطف والإنفعالات , وحررتها من إرادة العقل والتعقل , وقتلت الحلم والحكمة , وألغت المصلحة العامة , وغيّبت معاني الوطنية والمواطنة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/18



كتابة تعليق لموضوع : تسييس العواطف والإنفعالات!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net