صفحة الكاتب : حسين الركابي

فدك شرعية الخلافة
حسين الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فدك الأرض التي ورثها النبي الكريم لإبنته فاطمة، ومساحتها لا تتجاوز ألــ36 كم حسب ما ذكر التاريخ، وهذه المساحة لا تعادل في حكم الخليفة الأول، وأحد بالمئة من الأرض التي كانت تحت تصرف حكومته آنذاك، حيث كانت تلك السلطة لها اليد الطولى، على طول وعرض المساحة العربية، بما تمتلكها من مساحة كبيرة ومواقع إستراتيجية، وأرض خصبة وثروات هائلة وطاقات بشرية كثيرة، وفي حكم العقل والمنطق من يمتلك هكذا موارد رهيبة، لا يمكن أن يطمع بارض بهذه المساحة الصغيرة. 
يبدو ثمة أمور كبيرة وأسرار خفية؛ لم تكن في مساحة أرض فدك، وإنما بما تحمل في طياتها إلى الخلافة وأحقيتها لمن، ولذلك أصبحت وأحدة من أهم ركائز الخلافة وصحة الحكم الشرعي، فلو كان الخليفة الاول إعترف إعترافاً رسمياً، بان فاطمة وريثة شرعية لأبيها، وان فدك ميراثها وحقها الشرعي، لما أنتزع الخلافة وتربع على عرشها لحظة وأحدة، وبهذا الإعتراف سيصبح لا شرعية له في وجود الشرعية الحقيقية؛ وهي فاطمة عليها السلام. 
فأراد الخليفة الاول أن يخفي هذه الحقيقة، وقد علم جيداً أن الإعتراف أمام الناس" بحق فاطمة وفدك أرضها"، يعني هذا الأمر سحب البساط من تحت سلطته، ويتضح الأمر للناس وتصبح الصورة وأضحة لديهم، إن فاطمة هي المصداق الوحيد على الخلافة بعد النبي الكريم، وعند سؤالها ستقول بوضوح، إن بن أبي طالب أحق فيها من غيرة؛ وهو الخليفة الشرعي بعد أبي. 
فإخفاء هذا الأمر يعني إخفاء كثير من الحقائق، ووأدها في زحمة الأحاديث العشوائية، والفتاوى المجانية تحت لافتة( نحن معاشر الأنبياء لا نورث)، من أجل إدامة الحكم الفاقد للشرعية، الذي بني على أساس سلب الحقوق والتزوير، وطمس كثير من الحقائق التي نحصد نتائجها اليوم؛ من أفكار وفتاوى مسمومة لا تمت للإسلام، ولا للإنسانية بصلة. 
داعش لم يكن مشروع عرضي وطارئ على الاسلام، وإنما نتاج هذه الحادثة الكبيرة والفكر السلطوي، الذي بدأ بسلب حقوق فاطمة وإغتصاب حقها، والتظليل على ميراثها وشرعية أرضها" فدك"، وأصبح مشروع تظليلي كبير منذ السقيفة، مروراً بحادثة كربلاء، وصولاً إلى داعش؛ إذن لم يكن الطمع بأرض فدك نفسها، وإنما الطمع بالسلطة وهوس التسلط. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/14



كتابة تعليق لموضوع : فدك شرعية الخلافة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : بلقاسم ز الجائر ، في 2015/04/15 .

فاطمة رضي الله عنها وعن علي بن أبي طالب أكبر من قطعة أرض ومن منصب مسؤولية هي تعلم قبل غيرها أنما المسؤولية تكليف وليست تشريف ، إن كثرة إثارتكم لهكذا قضايا لا يعد طعنا في أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه بل قبل ذلك هو طعن في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، إذ أنكم تجعلونهم طُلاب دنيا وراغبوا مناصب ومسؤوليات ، وحاشاهم أ ن يكونوا كذلك ، ولا أن يكون كل صحابة النبي بذاك المستوى من التفكير والإنحطاط الذي تصورونهم به ،إن الجيل الذي بناه ورباه النبي صلى الله عليه وسلم أفضل البشر بعد الأنبياء ، وأكبر من أن تغريهم المسؤوليات والمناصب فتدفعهم إلى خديعة بعضهم البعض ، وهم ماهم في الحب في الله والبغض في الله ، وموالاة من والى الله ومعاداة من عادى الله ....
إن فاطمة ـ رضي الله عنها ـ كانت تعلم أنها أول أهل بيت النبي لحوقا به بعد موته فماذا عساها تفعل بفدك وبغير فدك ، وقد أعد الله لها في جنة الخلد ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ...
إن فاطمة وعلي رضي الله عنهما وأرضاهما ما كانا طماعين وهما يعلمان أن لاخلد في الدنيا ولذلك كان كانت كل أعمالهما خالصة لوجه الله تعالى فكانا يبغيان الدار الآخرة ويعملان لنيل الثواب في الآخرة .... غننا نحب أهل بيت النبي ونرفعهما عن مستو ى المنزلة التي وضعهم فيها غيرنا وهذا لأننا نعلم أن حب أهل بيت النبي هو حب للنبي كما أن حب أصحاب النبي (وهذا ما كان يجمع أهل بيت النبي مع صحبه الأخيار ) هو حب للنبي وهو عندنا من الدين




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net