المصري بخمسة جنيه والحسابة بتحسب
حسين الركابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حسين الركابي

قبل عقدين من الزمن، شاهدت الفلم الكوميدي المصري( ليلة شتاء دافئة)، للفنان المصري الكبير عادل إمام، وجرى الحوار بينه، وبين الفنان احمد بدير؛ حيث أتفقا على صيغة عمل مشتركه، من أجل كسب الأموال، غير أبهين بما يترتب عليها من سلبيات إجتماعية، وفي الحقيقة قد كنت أجهل معظم العبارات في هذا الفلم، إلا أن بقيت عالقة في ذهني عبارة" الساعة بخمس جنيه، والحسابة بتحسب"؛ حيث كنت لا يتجاوز عمري عشرة سنوات، ويبدو لي إنها لم تكن عفوية، وإنما جاءت لتنذر من خطراً قادم..
هذا الفنان أراد أن يبين للشعب المصري، إن هؤلاء الحكام غير أبهين بما يجري عليهم من فقر، وجوع، وضنكة العيش في بلد نصفه مشرد في أصقاع العالم، من أجل كسب المال، وتامين قوتهم، وقد رسم لهم صورة وأضحة، وصار يتجول بين بائعات الهوا على الشاطئ، يستجدي المال بعد أن خلع جلابيته التي تعد في الأوساط المصرية الزي العربي الأصيل، وترمز تلك الجلابية إلى تاريخهم، وحضارتهم، وأصولهم؛ بعد أن مسهم الفقر، والذل، تحت حكام بني صهيون..
هذه الرسالة التي أطلقها الفنان عادل إمام، لم يفهمها غالبية الشعب المصري" الغلبان"، وبقى قابع تحت حكام لا يفهمون أبجديات الإنسانية، من حسني الصهيوني، إلى مرسي الوهابي، إلى سيسي أل سعود، الذي حول الشعب المصرية إلى قطيع من الماشية، يتصرف بهم كيف ما يشاء، ويبيع ويشتري بهم في سوق عاصفة الحزم بسعر بخس، تحدده عائلة أل سعود في الرياض..
سوق النخاسة العربي لم يكن منصفاً في" عاصفة الحزم"، وإنما كان في أسعار متفاوتة حسب علامة الجودة السعودية، التي حددت كل قطيع عربي سعراً محدداً، حيث سعر المصري لا يتجاوز الخمسة الأف دولار، وسعر القطري لا يتجاوز الثمانية الأف دولار، وهذا ظلم، وفارق كبير بين القطيعين..
أين كرامة وشرف المصريين.؟ الذين أصبح اليوم يباعون بسعر بخس كالقطيع في أسواق ال سعود؛ وأين غيرتهم العربية.؟ التي سمحت لهم بضرب إخوانهم اليمنيين، وقتل أطفالهم، ونسائهم، وشيوخهم من أجل حماية، وإدامة العروش التي أهانت المنظومة العربية، بالدولارات الصهيونية، الأمريكية..
أين شعار العروبة التي صدعت به رؤوسنا قطر الصغيرة.؟ وأين الكرامة العربية التي يتحدثون بها على المنابر.؟ وأين هم اليوم من رئيسهم المراهق.؟ الذي يسوقهم كالقطيع إلى نخاسة أل سعود...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat