صفحة الكاتب : باقر العراقي

أسرار الانتصار في معركة صلاح الدين...!
باقر العراقي
معركة صلاح الدين سيتحدث عنها التاريخ كثيرا، وستقف عندها الجنرالات، لتأخذ منها العبرة، لأنها ستغير خارطة الهيمنة العالمية، ونتائجها تمتد إلى زمن بعيد، ولأنها أخرست السن طالما نبحت، لتمزق وحدة النسيج العراقي، إنها النصر الذي انتظره العراقيون كثيرا، بينما كانت بمثابة الكابوس، والهزيمة النكراء لقوى إقليمية وربما عالمية أيضا.
التلاحم الذي حصل بين كل المكونات العراقية، وتناغم الرئاسات الثلاث، والتوجه نحو العدو الأساسي وترك الأمور الثانوية، والتخطيط الجيد للمعركة، وبخبرات عسكرية عراقية، لها باع طويل في الحرب، إضافة إلى خبرة المستشارين الإيرانيين، واستخدام أسلحة متطورة حديثة، كان لها دور كبير في حسم المعركة.
الحشد الشعبي وقادته أصبح قوة وطنية لا تقهر، مما أعطى زخما كبيرا للمعركة، ونشر الذعر بين أفراد داعش، كما إن عدم مشاركة قوات التحالف بهذه المعركة، أعطى أريحية للقادة الميدانيين، في التركيزعلى أفراد العدو، دون الالتفات الى نيران القوات الصديقة التي تكررت سابقا.
سلاح الجو العراقي، كان له هيمنه كبيرة على ساحة المعركة، وتمكن من تقطيع أوصال داعش المتهرئة ومشاركة طائرات الاستطلاع، ساهمت بشكل فعال، بكشف خطوط وإمدادات العدو، بالإضافة إلى استبسال قوات مكافحة الإرهاب، والفرقة الذهبية والشرطة الاتحادية.
الحضور الميداني الدائم لرموز دينية وسياسية، وسيطرة صوت الاعتدال والوسطية، والتزام المقاتلين بتوجيهات المرجعية، أدى الى إسكات أصوات النشاز، التي كانت تمني النفس، بأن تكون هذه المعركة معركة طائفية، أو معركة ثأرية، وليست معركة وطنية، ضد قوى خارجية محتلة..  
 الحضور الميداني لقادة الحشد الشعبي، والقادة العسكريين، كقيادة قوات صلاح الدين وسامراء وديالى، مشاركة أبناء المحافظة الأبطال ومسؤوليها الشجعان، قلل أخطاء المعركة مع المدنيين، وقصر من أمدها، لكونهم يعرفون مناطقهم أكثر من غيرهم.
كان للإعلام دور كبير في رفع معنويات المقاتلين، وحضور مراسلي القنوات الفضائية، الى الجبهات الأمامية، جعل المقاتلين، يشعرون بنشوة الانتصار قبل تحققه.
الهجوم من عدة محاور، فمن الجنوب انطلقت طلائع الأبطال، لتقتحم مكيشيفة وعوينات والزلايه فالعوجة، ومن الغرب تمت السيطرة على منطقة الديوم والاعيوج، وصولا إلى مطار تكريت الجنوبي، لتلتحم بقوات الجنوب، ومن الشرق قرية البوعجيل المقابلة للقصور الرئاسية، ثم ناحية العلم شمال تكريت والدخول إلى حي القادسية، ثم مطاردة الهاربين من قادة داعش، حتى منطقة الفتحة فالحويجة شمالا.
قد يكون ما ذكرناه آنفا، ليس إسرارا عسكرية، ولكنها الأسرار التي صنعت هذا النصر العظيم، الذي سيبقى في الذاكرة طويلا، وسيتحدث عنه المحللون والعسكريون، وسيقال أن صلاح الدين انتصرت، وعادت الى حضن الوطن، بسواعد أبناءها وكل العراقيين الشرفاء. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/14



كتابة تعليق لموضوع : أسرار الانتصار في معركة صلاح الدين...!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net