صفحة الكاتب : حيدر عباس الطاهر

قانون حقوق الصحفيين .... والنقابة اول المتجاوزين
حيدر عباس الطاهر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.



كل المؤسسات والفئات التي تبحث عن قوانين تسهم في تعزيز مكانتها وضمانة لحقوقها في المجتمع يحتم عليها ان تكون هي اول المحافظين على هذه الحقوق والمدافعين عنها كي لا تكون عرضة للانتهاكات والتجاوزات .
هذا ما يولد شعور لدى المقابل عن عمق القضية والهدف السامي الذي تحمله تلك الجهة ,  اذ يعتبر من البديهيات التي لا يختلف عليها اثنان , هذا مالم نلمسه من علاقة نقابة الصحفيين بقانون حقوق الصحفيين ، لا نه  الضمانة الحقيقية لحقوق الصحفي  والاعلامي الذي وهب نفسه من اجل ان يوصل الخبر والمعلومة الى المتلقي بكل مهنية بعيداً عن الفكر الشمولي والنظرة المتطرفة.
اضافة الى الانتهاكات الوحشية التي يتعرض لها يومياً على يد جماعات الفكر الارهابي ومافيات الفساد التي لم تنجح ان توقف عزيمته  , بل زادته إصراراً  والشواهد اكثر من
 ان تعد  .
ان اغلب هؤلاء لم  يحصلوا على اقل ما يمكن ان تقدمه لهم النقابة  وهو منحهم العضوية كدافع معنوي يشد من عزيمهم وهم يقفون جنباً الى جنب مع الجندي في ساحات القتال بل اصبحت  نقابة الصحفيين العراقيين كالباب العالي لا يدخله الامن اذن له السلطان  .
والغريب في الامر ان اساس التجاوزات التي حدثت على حقوق الصحفيين كانت من النقابة نفسها , لو راجعنا  قانون حقوق الصحفيين  رقم ٢١لسنة ٢٠١١ المقر من مجلس النواب ،
في المادة الاولى اولاً تعرف الصحفي هو  ( كل من يزاول عملاً صحفياً وهو متفرغ له )
للأسف نجد هذه المادة من القانون لا يعمل بها في نقابة الصحفيين  فهي لا تعترف بالشخص الذي امتهن مهنة الصحافة وعمل بها ، واقتصر اعترافها على من يعمل لدى الصحف والقنوات وغيرها من المؤسسات المعتمدة لدى النقابة حصراً وان سلمنا بذلك تجد حتى في هذا التطبيق ايضا هناك الكثيرين من الصحفيين والاعلاميين العاملين في تلك المؤسسات غير معترف بهم لانها  حددت عدد الكوادر في كل مؤسسة ولا يجب ان يزداد عن الحد المقرر وما زاد   فلا يعترف به وهم بمثابة البدون  .
وكذلك لو عدنا الى القانون في المادة الاولى ثانياً فقد حدد المشرع تعريف محدد ودقيق  للمؤسسة الاعلامية وهي (  المؤسسة الاعلامية : كل مؤسسة  تختص بالصحافة و الاعلام و مسجلة وفقاُ للقانون)
وهنا  النقابة تتجاوز  مرة اخرى على القانون ولا تعترف بأعضاء المؤسسات الاعلامية المجازة مؤسساتهم وفق القانون العراقي ومن اعلى جهة  في الدولة وهي الامانة العامة لمجلس الوزراء دائرة المنظمات غير الحكومية.
 حيث ان المؤسسات التي تحمل رمز جي ( J )تعتبر وفق قانون دائرة المنظمات منظمة اعلامية وهنا نجد مئات الاعلاميين والصحفيين الذين يعملون بهذه المؤسسات الاعلامية هم خارج تغطية النقابة ولا تعترف بهم ولا يحق لهم الحصول على عضويتها   وكأنها  تحولت من خيمة  راعية للصحفيين والاعلاميين ورمز من رموز الدولة الى مؤسسة تابعة  للقطاع الخاص يتم اختيار اعضائها كيفما يشاء صاحب المؤسسة .
والغريب في الامر لازالت تعمل وفق نظام داخلي اكل عليه الدهر وشرب اقر من قبل احمد حسن البكر عام ١٩٦٩ ابان حقبة الفكر الشمولي وعسكرة المجتمع ومحاربة التعددية وحرية التعبير ، ولا نعلم السبب هل النقابة  قاصرة عن كتابة نظام داخلي وفق المعطيات التي فرضها الواقع الجديد....ام تنتظر من يكتب لها دستورها  العتيد ؟ .
وفي كلتا الحالتين ينطبق عليها البيت  القائل طبيب يعالج الناس وهو عليل'  .
وعليه يتطلب من الجميع وقفة جادة   لكل الاطراف بما فيها نقابة الصحفيين العراقيين للعمل على تغير هذا الواقع والمراجعة الدقيقة لكل الضوابط التي فيها انتهاك لحقوق الصحفي ولحقوق المؤسسات والنظر بأفاق  اوسع يستوعب الجميع فيها بروحية عراق ما بعد ٢٠٠٣


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر عباس الطاهر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/03



كتابة تعليق لموضوع : قانون حقوق الصحفيين .... والنقابة اول المتجاوزين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net