صفحة الكاتب : حيدر عباس الطاهر

مُرسلة من هاتفي معارضة خمس نجوم
حيدر عباس الطاهر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ان مصطلح المعارضة في المفهوم السياسي المعاصر مجموعة من الافراد او الحركات او الاحزاب تكون بالضد من توجهات السلطة الحاكمة
وتنتقد ادائها السلبي وتستند في جوهرها على اساس الدفاع عن مصالح الشعب.
وفي الانظمة الديمقراطية الحقيقية تعد المعارضة جزء لا يتجزأ من النظام السياسي لها.
ويسوق لنا التأريخ السياسي المعاصر ، مثالاً واقعياً عن النظام السياسي البريطاني الذي جعل من المعارضة صمام أمان للعملية السياسية وحماية لنظام الحكم في المملكة المتحدة عبر مايسمى بحكومة الظل او ما يطلق عليها بالمعارضة( الوفية) اي الوفية للملكة إليزابيث.
وتتألف حكومة الظل من الاحزاب غير المشكلة للحكومة.
وفق المبدأ الانكليزي.
وليس على مفهوم معارضة الجماعة!.
والهدف منه متابعة اداء الحكومة وتوجيه الانتقادات لاي خلل في عملها وتكون الحكومة الظلية جاهزة لاستلام السلطة في حال فشل الحكومة الحقيقية في تحقيق برنامجها الحكومي.

لكن نجد ان الأمر معكوس بدرجة كبيرة في المفهوم السياسي العراقي بعد ٢٠٠٣ .
حيث افتقرت الساحة السياسية العراقية على ايجاد مفهوم حقيقي للمعارضة رغم توفر الكثير من مقومات النجاح لها.
بل كان للعقل السياسي العراقي دوراً كبيراً في تحوير المفهوم وتطويعه ميكافيلياً.
بما ينسجم مع غاياته المادية المحركة له.
والتي تنهي حالة المعارضة بمجرد اشراكهم في الغنيمة والحصول على جزء من الكعكة على حد قول احد السياسيات.
حتى نتج عنه شعار حكومة الشراكة الوطنية (حكومة المحاصصة الحزبية ).
التي تمددت في كيان الدولة العراقية وحطمت كل مقدرات البلد حتى وصل الحال بتصنيف العراق من ضمن البلدان التي ينخرها الفساد والصراعات الداخلية وتربعه على ذيل التصنيفات العالمية .
هذه العوامل وغيرها الكثير كانت الشرارة الاولى لانطلاق ثورة تشرين الشعبية .
رغم عفويتها ومجابهتها لماكنة القتل

للطرف الثالث التي حصدت ارواح المئات من قادتها وجرح الالاف منهم.
وقدنجحت تلك الجهات من مصادرة الثورة بفضل مساندة العامل الاقليمي والعالمي الذين غضو الطرف عن الجرائم التي مورست بحق الشباب العراقي .
من اجل اخراجها من مفهوم المعارضة الشعبية التي لو قدر لها النجاح لكانت وبالاً عليهم وقد يعيد البلاد الى مساره الصحيح.

الصدمة التي جعلتهم يعيدون حساباتهم وفق ما افرزته الثورة من واقع جديد وبروز رفض جماهيري يشكل ٨٠٪من الشعب .

ومن اهم ما توصلوا اليه.
دعم جهات واسماء محسوبة على تشرين لتأسيس احزاب وحركات سياسية تمنح صفة المعارضة للسلطة لكنها في الواقع لا تعدو على انها حدائق خلفية لاحزاب السلطة والجهات الداعمة لها.

فهل يعقل ان تشكيل شبابي يدعي المعارضة لأحزاب السلطة يمتلك الامكانية المادية لتأسيس حزب او حركةسياسية في ظل هيمنةكاملة على جميع مفاصل القرار السياسي والاداري؟.

و هل يعقل ان هذه الاحزاب او الحركات التي تدعي المعارضة لديها كل هذا التمويل الفاحش الذي انعكس على مقراتها الفخمة التي اتخذت من ارقى مناطق بغداد مقرات لها في المنصور والكرادة والجادرية .
وحالة الترف الواضحة على الاثاث والمركبات( التاهو) الامريكية والخدم البنكالي والحمايات المدربة؟.
والادهى من ذلك والامر انهم ناقضوا حتى مبادئ تشرين التي يدعون انهم امتداداً لها والتي بفضلها الغيت مجالس المحافظات.
فكيف هم اليوم يعدون العدة للمشاركة في انتخابات المجالس ؟.
وكذلك اتساءل لماذا لم يتخذون من المناطق الشعبية المعدمة مقرات لهم وهم يدعون تمثيلها؟.

هذا مصداق على انهم دمى حزبية جيء بها لسد فراغ المعارضة
وفق نظام المعارضة المترفة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر عباس الطاهر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/07/16



كتابة تعليق لموضوع : مُرسلة من هاتفي معارضة خمس نجوم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net