المواطنة بين الالم والامل
عبد العزيز لمقدم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد العزيز لمقدم

يعتقد بعض الحكام والساسة العرب ان تجويع شعوبهم ورهن مستقبل هذه الشعوب بالمستقبل المظلم وانسداد الافق سيجعل هذه الشعوب تنظر لهؤلاء الساسة نظرة الكلاب الجائعة لصاحبها حيث تبصبص له بذيلها لاستدرار عطفه مقابل كسرة خبزة لاتغني ولا تسمن من جوع ،انها حالة السواد الاعظم من شرائح الشعب التي يصنفونها بالطبقات الفقيرة او التي تعاني من الهشاشة ، هذه الطبقة تعيش على الوهم الذي يبيعه ساساتها او منتخبيها على حد سواء في مقابل طبقة مخملية تملك كل شيء بسبب ارثها الثقيل الذي ورثته من الاجداد، ارث ثقافي ومادي وكل طبقة تعيد انتاج نفسها على حد تعبير "بيير بورديو" وهي دائما تعيش بموازات تلك الطبقات الفقيرة وما يوحدها في المواطنة هو كومة اوراق كبطاقة التعريف او شهادة الميلاد اما فكرة وطن للجميع والحقوق الدستورية فتبقى حبرا على ورق بل مجرد عصا قانونية يوظفها الحاكم المستبد كورقة في الخطب المناسباتية او في زمن العسرة السياسية .لنبدا من البسيط الى المركب :لنأخذ انسانا بسيطا يعيش من عمله كمياوم لا تغطية صحة ولا ضمان اجتماعي ولا سكن يقيه حر الصيف وقر الشتاء اصيب بوعكة صحية .من سيضمن الحياة الكريمة ..لا ملجا له الا التسول والتشرد .لناخذ انسانة بسيطة تزوجت من رجل بسيط وفشل الزواج لسبب من الاسباب المصير هو الطلاق الحصيلة بضعة اطفال لا تغطية صحية لا ضمان اجتماعي ولا سكن يقيها حر الصيف وقر الشتاء الاطفال في حاجة الى اكل وملبس ومدرسة وتطبيب من سيعيلها هي والاطفال؟ ومن سيضمن لها العيش الكريم؟و لا مفر لها الا من خيارين اثنين، ان تلجا للعمل في مهن حاطة للكرامة اقلها خادمة في البيوت، ان كانت من الحرائر او ان تلجا لاقدم مهنة في التاريخ .لناخذ انسانا تعلم حتى بلغ مستوى دراسي عال ووحصل على شهادات جامعية عليا لكن باب الشغل موصد وسلة البيض هي تلك الشهادات وحتما ستسقط السلة ليضيع البيض كله لاشغل ولاتغطية صحية لاضمان اجتماعي ولا سكن يقيه حر الصيف وقر الشتاء وسيكبر هذا الشخص و كلما تقدم في السن ستتبخر حظوظة في الحصول على عمل شريف ليضطر في النهاية للهبوط الاضطراري ويقبل باي عمل يضمن به قوت يومه وباي زواج يحفظ به جيناته للمستقبل ولكن المستقبل مظلم وافقه مسدود .هذه الامثلة التي اوردناها ماهي الا نقطة في بحر لجي لما تعانيه الطبقات المسحوقة من مشاكل ولا تؤدي الا الى الباب المسدود وانعدام الامل في العيش الكريم والاحساس بالامن بالمعنى العام . في دول كبريطانيا و فرنسا او النرويج اساسيات الحياة من ماكل وسكن وتطبيب وتعويض عن البطالة من الاساسيات التي لا تناقش بل وهو المحمل الذي يتساوى فيه الجميع، انه المواطنة .فشتان بين مواطنتنا ومواطنتهم .ان المواطنة عندنا تعني فقط ان نبجل الرئيس او الحاكم اللذي لاهم له الا المنصب وتجميع الثروات في ابناك الخارج خوفا من الاتي ، ان نقول العام زين ، ان نصفق للحاكم حتى ولو قادنا الى الهاوية ان نعادي كل صوت يحاول الجهر بالحقيقة ونوصمه بسخونية الراس والتهور، ان نقف في وجه المظلوم لنصرة الظالم،ان نتصارع فيما بيننا باسم نصرة الحزب او الجماعة او الطائفة لنغذي ذلك الانتماء للجماعة بطريقة اوفر، ان ننافق في كل شيء حتى ولو على حساب كرامتنا وحتى وان كنا نفترش الارض ونتدثر بالسماء حتى وان كنا نرى الافق مظلما ولا امل لنا الا الياس وكل هذا ثمرةالتربية التي تلقتها هذه الشعوب وفق تخطيط جهنمي ممنهج لكن الحقيقة المرة هي ان القادة اللذين يرهنون مستقبل شعوبهم بافق مسدود هم في حقيقة الامر يرهنون مستقبلهم الشخصي بذلك الافق. وهي حقيقة دونها التاريخ ولازالت تدون الى يومنا هذا لتقرا عنها اجيال المستقبل نحن لا نلوم السياسي او الزعيم على سلوكه السياسي مع شعبه فهو في الاخير وليد تربيته التي تلقاها وتنشئته التي رضع من حلمتها ، انها الميكيافيلية التي سوقتها الصهيونية لتصنع هذا المناخ المليء بالياس والسوداوية لتقطف في الاخير ثمار تخطيطها بعد ان تاخذ اولئك الساسة لحما لترميهم عظما بعد ان تتنكر للجميع وتحقق اهدافها لتأتي على الاخضر واليابس فهاهي تنكرت لصدام حسين ولمعمر القذافي ولزين العابدين ابن علي ولحسني مبارك ، فهؤلاء كان همهم الوحيد الكراسي وتناسوا مواطنة شعوبهم فهاهم في مزبلة التاريخ وشعوبهم لا زالت تتلمس الطريق نحو بر الامان و يهددهم الغرق وسط بحر لجي بعد ان غادروا السفينة واستسلموا لحطامها عسى ان تنجيهم الى بر غير مجهول و مامون العواقب كل هذا لاجل ان يبني اليهود الصهاينة وطنا لهم باسم استحقاق العيش في الارض الموعودة وعلى حساب مستقبل شعوب العالم العربي الاسلامي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat