فقراء العراق أولى بمنتزهاتهم
ماجد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ماجد الكعبي

إن نبا أراضي المنتزهات التي سيوزعها أمين بغداد بأمر من الجهات العليا إن أفرحت البعض من القادة الأمنيين فإنها في الوقت نفسه أدمت القلوب الجريحة , والنفوس المكلومة , والعوائل المنكوبة في العراق .
إن هذا القرار الظالم هو بمثابة تنكر الجهات العليا في الحكومة العراقية لأشرف وأسمى وأطيب واخلص ما في الوجود ألا وهم ( فقراء العراق ) الذين وهبوا حياتهم من اجل الوطن الكبير وكانوا ولا زالوا يفترسهم الألم والقهر والجوع والحرمان , في حين أن الجهات العليا الكريمة بأموال وأراضي غيرها ترفد وتمنح بعض القادة الأمنيين أراضي منتزهات الفقراء والتي هي متنفسهم الوحيد لتنعم بها عوائل القادة وتحرم آلاف العوائل منها , وهذه المنحة أو الهبة أضافتها الجهات العليا للامتيازات والمكاسب التي حصل عليها البعض من المعنيين والتي ليس لها حدود. فهل من العدل والإنصاف يا حكومتنا الرشيدة هذا التجاهل المقيت لقوافل فقراء العراق ..؟ فما هي المقاصد المريبة وراء هذا التنكر إلى العوائل المنكوبة والمحرومة ..؟ ولماذا تجاهلتم وضيعتم وبددتم الحقوق المشروعة لمساكين الوطن ..؟ فمن يصدق وفي العالم كله أن حكومة قد منحت ثقة وتأييد الفقراء وتقف موقفا مشينا- توزيع أراضي منتزهات الفقراء - لهذه الشريحة المضحية التي قدمت الكثير الأكثر من المعاناة والتضحيات الجمة والضخمة ..؟ وهل هناك شريحة فقيرة في العالم كله وعلى امتداد التاريخ قدمت قوافل من الشهداء الفقراء بقدر فقراء العراق الذين تركوا بصمات خالدة على صفحات التاريخ ..؟. فيا من بأيدكم زمام الأمور لماذا لا تقيمون الذي يستحق أعلى التقييم وأسمى الثناء ..؟ . إن فقراء العراق قد قدموا للعراق الكثير من الانجازات والعطاءات والدعم المتواصل والنشاط الاجتماعي المعاضد للعملية السياسية وللعراق الجديد , وفتحوا قارات من المواقف النافعة و العملاقة والمفيدة وبدون ثمن وبدون أدنى مقابل ( باستثناء بعض المستفيدين ), وان أكثرهم لن يملكوا ما يستحق الذكر , ولن يكافئوا مجتمعين بعشر من معشار ما كوفئ به الوزراء والوكلاء والنواب والقادة الأمنيين والمستشارين والمدراء العامون وأصحاب الدرجات الخاصة وغيرهم من أموال وأراضي العراق وعبر التمرحل الزمني . فيا أيها المسؤولون : ماذا قدمتم من حصاد يذكر لفقراء الوطن ..؟ وماذا خلقتم من انجاز لهذا الشعب الذي منحكم ثقته وتأييده غير حفنة من الوعود والعهود التي لن تجد أي صدى لها بين أبناء الشعب الذي ابتلي بكم وجربكم فوجد بعضكم أصفارا على الشمال . الكل يتساءل بأي وجه شرعي وقانوني منحتم ارض منتزه الفقراء لبعض القادة الأمنيين ..؟ ولماذا حجمتم عن إنصاف المحتاجين والمتعبين والمقهورين في وطنكم ..؟ وما مدعاة هذا التنكر والجحود لهذه الشريحة المسحوقة ..؟ ما سبب هذا العداء والجفاء لأحباء الله – الفقراء - ماذا دهاكم ..؟ وماذا أصابكم ..؟ فهل هذه المنح والهبات والمكرمات التي تمنح لبعض القادة والأصدقاء تنطوي على تقيم وتثمين لدور فقراء العراق المساكين ..؟ وهل هذا القرار ينم عن التزام بتنفيذ حقوق المواطنين الذين بدمائهم بقي ويبقى العراق شامخا عاليا محصنا ..؟ .
السيد رئيس الجمهورية الموقر
السيد رئيس البرلمان المحترم
السيد رئيس الوزراء المعزز
أن فقراء العراق هم قناديل الوطن , وإنهم رصيد الأمة المدخر , وإنهم فرسان المنازلات والبطولات , وأئمة الخلود والتخليد , فهل منحكم أموالهم وأراضيهم للغير يمكن السكوت عليه ..؟ . إن من ينسى فقراء الوطن أو يتناساهم ولا ينهال عليهم باليمني والرعاية والعطاء فانه لا يمت للوطن بصلة , ولا يلتزم بأدنى الواجبات التي ينهض بها تجاه العوائل الفقيرة والمسحوقة التي تعاني شغف العيش وتعاسة الحياة , وليسمع من له إذنان سامعتان لا يوجد تنكر وإنكار أسوء من التنكر للفقراء الأبرار ولعوائلهم التي تعيش بتعاسة وتجاهل من بيده مقاليد الأمور .فيا أيها المسؤولون : إذا لم تحرصوا على فقراء العراق فعلى من تحرصون ..؟ ومن اجل من تعملون ..؟ من أولى وأحق بالرعاية والعناية والاحتضان والعطاء غير الفقراء الذين تستدر حالاتهم وظروفهم كل الحب والعطف والتعاطف والتفاني من اجل خلق حياة حرة كريمة لهم وضمان لمستقبلهم المجهول في هذا الطوفان من الإهمال والنسيان .
إنني ألح وبصوت جهير أن نعترض على هكذا قرارات غير مسؤولة ونطالب بالغائها والتراجع عنها , وكلنا في الدرجة المتدنية والأدنى من فقراء العراق , والواجب الوطني والشرعي والديني يحتم على رئيس الجمهورية السيد محمد فؤاد معصوم , وعلى رئيس البرلمان السيد سليم الجبوري , وعلى رئيس الوزراء المنتهية ولايته السيد نوري المالكي , وعلى رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة السيد حيدر العبادي , أن لا يتبرمكوا ويتبجحوا ويتنفخوا ويتبطروا بأموال وأراضي أبناء العراق لأنها ليس ملككم وغير عائدة إليكم , إنما ملك لكل العراقيين من زاخو إلى البصرة . والله وحده يعلم بمقدار الأموال والأراضي التي وزعت ومنحت للأصدقاء وللمقربين وللمسؤولين من برلمانين وغيرهم وأبناء الوطن وفقراء العراق أولى بها لأنها أموالهم وليست أموال الحكومة أو الدولة أو البرلمان.
وإذا لم يكن بد من إعطاء بعض القادة الأمنيين هذه الأراضي , فلتتفضل الجهات العليا ولتعطِ مساحة بقدر المساحة التي ستوزعها على القادة الأمنيين وفي نفس الرقعة الجغرافية للفقراء الذين لا يملكون شبرا من ارض العراق الممتدة والواسعة , ولعوائل الشهداء الصحفيين الذين روت دماؤهم ارض العراق ذالك لان بعضهم لم يتسلموا فلسا واحدا ولا شبرا واحدا من الحكومة . واني على علم بان الجهات العليا لن تقوم بهذا المقام الكريم .
majidalkabi@yahoo.co.uk
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat