دخل الصحابي الكبير ( ابن عباس ) على الامام علي بن ابي طالب , وهو يخسف نعله بيده ليجسد بذلك اروع صور الزهد والتواضع . فتكلم معه عن الخلافة , فرد عليه الامام قائلا ( يابن عباس كم يساوي النعل ) فقال ابن عباس ( انه نعل قديم ربما يساوي درهما او اقل ) فقال له الامام ( اعلم يا بن عباس ان الخلافة عندي افضل من هذا النعل .... ) ويذكر ان الامام " احمد بن حنبل " ذكر عنده خلافة علي فقال ( عليا زين الخلافة لا الخلافة زينت علي ) نعيش هذه الايام ذكرى استشهاد الامام علي بن ابي طالب الذي قتله الخارجي " عبد الرحمن بن ملجم " في مسجد الكوفة وهو واقف في محراب صلاته ليلة التاسع عشر من شهر رمضان .
فسال دمه على ارض العراق وسقط شهيدا ودفن في ارضها . لتتشرف ارض الرافدين بضم جسد شخصية هذا الانسان العظيم الذي لم يعرف تاريخنا حاكما عادلا ومنصفا ورحيما في رعيته مثله . عليا الذي لم يتناول طعام العشاء وربط الحجارة على بطنه ليعلن تظمانه مع الفقراء والمحرومين والجياع . اليوم جميع السياسين والقادة والرؤوساء في العالم الاسلامي يتكلمون بأسم علي ويتظاهرون بحب علي . لكنهم في نفس الوقت يقاتل بعضهم بعضا ويتهم بعضهم بعضا من اجل المناصب والامتيازات والكراسي .ضنا منهم ان المنصب والكرسي سيزينهم ويرفعهم درجة . لايعلمون ان فلسفة علي في السياسة تقول ( ان خلود الحاكم بعمله ) لا بمجرد الوصول الى السلطة ينسى الذين اوصلوه الى هذا المكان بعدما كان يستجدي الاصوات استجداءا , لكنه بعد اشهر وبعدما اتخمت بطنه وازدادت امواله وكثرت سيارته وحمايته . نكر الجميل , وخان الامانة ونسي مقولة علي الرائعة ( لو خرجت بغير هذه القطيفة التي جئت بها لكنت خائنا ) حاكما عظيما حكم 5 سنوات العديد من الدول والولايات فخرج منها بسبعمائة دينار واليوم يحكمون مدينة ويخرجون بسبعمائة مليون دينار .
وهؤلاء هم من يدعون ويزعمون انهم يحبون عليا وينادون بأسمه جهارا نهارا ويلطمون عليه صدورهم في المناسبات والمآتم . لكن انظر الى تاريخ علي حاكما , وانظر الى تاريخهم حكاما . ستتذكر البيت الشعري الجميل لمظفر النواب الذي يقول فيه ( لو خرجت اليوم لحاربك الداعون اليك وسموك شيوعيا ) نعم كلما خرج عليهم مصلحا يسعى التجديد والاصلاح شحذوا اسلحتهم بوجهه واتهموه بالعملالة والخيانة والبعثية والشيوعية . انهم اسوء من الخوراج الذي قاتلهم علي في النهروان , لان الخوراج كانوا متطرفين دينيا , لكن هؤلاء متطرفين في السرقة والفساد وغسيل الاموال . كم علي سنحتاج حتى يقاتل الخوراج في النهروان وبالبصرة والموصل وفي كل العراق . بل كم عليا سنحتاج لقتال المفسدين ومحاربتهم في العالم . الى الداعين بأسم علي , الى المتظاهرين بحب علي , الى الذين وضعوا عمامة سوداء وبيضاء فوق روؤسهم واعلنوا الانتماء لعلي . ارحموا شعب علي , وذودوا عن وطن علي ,واعملوا على تشكيل حكومة علي , حلم جميع الانسانية على وجه الارض , امل الفقراء اينما وجدوا .
وبما نحن على اعتاب تشكيلحكومة جديدة التي ينتظرها العراقيون بفارغ الصبر , وبما انها تأخرت كثيرا والمثل يقول ( كل تأخيرة بيهة خيرة ) , نتمنى ان تكون الوزارة القادمة , وزارة وطنية ترعى المواطن العراقي وتسعى لتحقيق رفاهيته وتسهر من اجل خدمته , وتعمل بسيرة علي صوت العدالة الانسانية , ونتمنى ان نعيش في ظل دولة القانون الحقيقة لا دولة القانون ذات الشعارات الفارغة التي تطبقه على الفقراء والبسطاء ولاتطبقه على المافيات والافاعي والحيتان ,نحلم بقانون علي الذي طبقه حتى على شقيقه ( عقيل ) وشقيقته ( صفية ) .
سلاما عليك سيدي يا شمس الانسانية التي لم ولن يحجبها الظلام عنا
محمد شفيق
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat