صفحة الكاتب : حسين الركابي

ملفات السماك السياسية..!!
حسين الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يبدو ان الشعب العراقي لا يغادر مفهوم الملفات،  وتلفيق التهم،  والاتهامات،  والتسقيط،   ورمي الناس بما ليس فيهم ؛  حتى أصبحنا نخشى الملفات السرية التي يعدها لك الخصم السياسي،  أو الحزبي اكثر من الإرهاب الداعشي.. 
قبعنا اكثر من ثلاثة عقود ونصف تحت نظام مقيت،  حكم شعبة بمفهوم الملفات السرية،  والاتهامات،  والتلفيق؛  حتى أصبح كل فرد عراقي لديه ملف في مديرية المخابرات،  او في الفرق البعثية المنتشرة في جميع المدن العراقية،  ويظهر هذا الملف متى ما ذهب احدنا الى الجامع يؤدي فريضة الصلاة،  أو يقرأ كتاب ديني،  أو يتكلم بكلام لا يعجب الأخرين..  
وفي تسعينات القرن المنصرم، تطور هذا الأمر ،  وتحديداً بعد انتفاضة الـــ 91، في محافظات الوسط،  والجنوب؛  حيث غيب المئات من شبابنا،  وشيوخنا،  ونسائنا في غياهب السجون،  والمعتقلات البعثية،  وباتت مدننا تسكنها أفواج من الأرامل،  والأيتام؛  نتيجة الملفات التي كانت تعد لنا من قبل عديمي الضمير،  والإنسانية،  واصحاب المصالح الشخصية..  
حيث وصل مسلسل الملفات الكيدية إلى بائع السمك في مدينتنا،  ما أن قلت له بكم سعر هذه السمكة،  وقال لك بكذا مبلغ،  وأنت لم يعجبك السعر وذهبت لتشتري من غيرة؛  تجد في اليوم التالي عليك ملف يتكلم عنك إنك في الحزب السياسي الفلاني،  وتريد أن تقلب النظام البعثي،  ولديك أجندة خارجية،  وتقود شبكات مسلحة  دولية.. 
بقينا تحت وكأة هذا المفهوم اكثر من ثلاثة عقود ونصف،  حتى سقط زعيم تلك الملفات عام 2003، ابان الاحتلال الأمريكي إلى العراق،  وفتحنا قلوبنا قبل بيوتنا إلى إخوتنا،  وأحبتنا المشردين من بطش النظام الحاكم،  وأردنا أن ننسى الماضي،  ونشل جراحنا بأكذوبة اسمها الديمقراطية،  وإرجاع الحقوق المسلوبة..  
يبدو إن الذين خاصمهم،  وهجرهم خارج البلاد صاحب السمك،  وجعل لهم ملفات،  وقال فيهم ما لا يستحقون؛  عادوا لنا حاملين نفس تلك الرؤية التي كان يتعامل فيها السماك،  وزاد على ذلك تبجحهم بتلك الملفات الوهمية،  وأعدوها من إنجازاتهم الكبرى،  وبطولاتهم التاريخية التي لا تنسى؛  وتجاهلوا السماك صاحبها..  
هذه العقلية،  والمفهوم الخاطئ،  لا يمكن أن يستمر على الشعب العراقي،  ولا يمكن أن نقبع تحت هذا المفهوم مرة اخرى؛  ومفهوم التغير الذي يتطلع اليه الشعب هو تغير مثل هكذا افكار،  ومفاهيم،  وليس اشخاص كما يعتقد الأخر،  ونسير إلى الأمام بعقلية المشاركة الواسعة،  ونصحح كثير من المسارات؛  والمناهج التي كان ينتهجها السماك...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/09



كتابة تعليق لموضوع : ملفات السماك السياسية..!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net